هز انفجار ضخم مبنى فرع وزارة الخارجية الليبية في مدينة بنغازي فجر أمس الاربعاء ملحقا اضرارا مادية جسيمة بالمبنى والمباني المجاورة له. ويتزامن الانفجار مع الذكرى الاولى للهجوم على القنصلية الاميركية الذي تسبب بمقتل اربعة اميركيين بينهم السفير، والذكرى الثانية عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011 على الولاياتالمتحدة. وقال مصدر امني ان "سيارة مفخخة بكميات كبيرة من مادة تي.ان.تي ركنت بجانب مبنى الوزارة المتفرع من شارع جمال عبدالناصر في مدينة بنغازي وانفجرت فجر أمس مخلفة به وبالمباني المجاورة له خسائر مادية جسيمة". واضاف المصدر الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه ان "الاضرار المادية الجسيمة لحقت بمبنى فرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة وعدد كبير من الشقق السكنية للمواطنين" وهو ما اكده لفرانس برس المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي دون اعطاء المزيد من التفاصيل. ولم تتوفر لدى المصدر الامنى معلومات حول خسائر بشرية، لكن شهود عيان اكدوا ان عددا من المواطنين جرحوا جراء الانفجار. وقال مصدر مسؤول من فرع وزارة الخارجية ببنغازي إن المبنى الذي تم استهدافه كانت تشغله القنصلية الاميركية في عهد الملك ادريس السنوسي حتى اوائل القرن الماضي. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إنه "تم إغلاق القنصلية من قبل الديكتاتور المخلوع معمر القذافي في سبعينات القرن الماضي، بعد سنوات قليلة من وصوله إلى السلطة في عام 1969". ووفقا للمصدر فإن "أولئك الذين ارتكبوا هذا الهجوم يريدون أن يرسلوا رسالة مفادها أن السفارات ليست آمنة في بنغازي". ودمر الانفجار جزءا كبيرا من المبنى وتسبب في أضرار واسعة النطاق لمقر محلي للبنك المركزي متاخم لمبنى الوزارة، وفقا لمصور فرانس برس في الموقع. وقال شهود عيان ان "زجاج الشقق السكنية المجاورة تحطم جراء الانفجار مسببا جروحاً للعديد من السكان" دون ان يحددوا عددا. وقال مراسل فرانس برس ان فتحتين كبيرتين وقعتا من جراء الانفجار في الجدار المقابل لشارع احمد رفيق المهدوي في الدور الاول والثاني من مبنى الوزارة، فيما تحطمت الواجهة الزجاجية الارضية لمبنى فرع مصرف ليبيا المركزي. لكن مدير فرع المصرف في بنغازي عبدالقادر محمد قال ان "الحادث سجل اصابة احد عناصر الامن الذين كانوا متواجدين في المصرف بجروح بسيطة". وأوضح ان "منظومات المصرف واجهزته الالكترونية لم تتعرض للتخريب وتم التحفظ عليها في مكان آمن"، مؤكدا حدوث اضرار مادية في مبنى المصرف وعدد من المباني المجاورة. ومنذ سقوط معمر القذافي في العام 2011، تعد بنغازي، مهد الثورة الليبية، مسرحا لعدة انفجارات وموجة من الاغتيالات والهجمات ضد القضاة وضباط الجيش والشرطة الذين خدموا تحت النظام السابق اضافة الى النشطاء السياسيين وعدد من الاعلاميين. وتم تنفيذ العديد من الهجمات ايضا ضد الدبلوماسيين والمصالح الغربية والبعثات الدولية التي عملت في المدينة. وعادة ما تنسب هذه الهجمات الى الاسلاميين المتشددين، مثل الهجوم على القنصلية الاميركية، والذي اسفر عن مقتل اربعة امريكيين من بينهم السفير كريس ستيفنز. إلى ذلك قُتل شخصان في أحد الشوارع الرئيسية بمدينة بنغازي أمس الأربعاء في أعقاب اشتباكات مسلحة بين أشخاص قدموا لاقتحام عمارة الثقافة التابعة للدولة، وسكان المنطقة الذين حاولوا ردعَ المقتحمين. إلى ذلك ذكر مصدر أمني بالمدينة أنه عُثر بجوار سور نادي الأهلي خلف جامعة قاريونس في بنغازي على سيارة بداخلها شخص مقتول طعنا في رقبته وصدره. وأكد المصدر أن قسم البحث الجنائي في المدينة قام بأخذ البصمات ونقل الجثة الى المشرحة. من جهة أخرى أكد مسؤول أمني ليبي أمس الأربعاء عدم سقوط ضحايا جراء انفجار سيارة مفخخة أمام مبني فرع وزارة الخارجية والتعاون الدولي بمدينة بنغازي، شرقي البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي العقيد عبد الله الزايدي قوله إن الانفجار لم يسفر عن أضرار بشرية، وإن الأضرار انحصرت في تحطم أجزاء كبيرة من واجهات المبني وإتلاف عدد من المركبات الآلية الرابضة في المكان وأضرار أخرى متوسطة لحقت بالمباني المجاورة لمقر المبنى المستهدف . وأشار إلى أن "الانفجار كان عنيفا والسيارة التي تم استخدامها في التفجير قد اختفت معالمها بالكامل نتيجة الكمية الكبيرة من المتفجرات التي زرعت فيها". وأدانت وزارة الخارجية الليبية الهجوم، وقالت إنه "في الوقت الذي نستنكر فيه هذا العمل الإرهابي الجبان، الذي لا يهدف إلا للنيل من سيادة الدولة وإظهارها بمظهر الفوضى، نؤكد على الإدانة الشديدة لهذا العمل غير المسؤول الذي طال مؤسسة سيادية يتمحور دورها في إبراز صورة ليبيا الجديدة في أحسن وجه، ورعاية مصالحها السياسية والقنصلية والاقتصادية فى دول العالم كافة". وأكدت الوزارة في بيان صحفي أمس، أن "هذا العمل، الذي لا يمت بصلة إلى قيم وأخلاق الشعب الليبي الذي يناضل من أجل بناء دولة الأمن والمؤسسات" ، لن يثنيها على مواصلة جهودها لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها "ثورة السابع عشر من فبراير". وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي تأكيدها على متابعة الجناة مع الجهات المختصة لضمان تقديمهم للعدالة وناشدت المواطنين أن يتعاونوا مع الأجهزة الأمنية والقضائية من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار.