هز انفجار ضخم مبنى فرع وزارة الخارجية الليبية في مدينة بنغازي (شرق) فجر الأربعاء ملحقاً أضراراً مادية جسيمة بالمبنى والمباني المجاورة له، وفق مراسل وكالة «فرانس برس» ومصادر أمنية وشهود. ويتزامن الانفجار مع الذكرى الأولى للهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي والذي تسبب بمقتل أربعة اميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز، والذكرى ال 12 لهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال مصدر أمني إن «سيارة مفخخة بكميات كبيرة من مادة «تي ان تي» ركنت بجانب مبنى الوزارة المتفرع من شارع جمال عبدالناصر في مدينة بنغازي وانفجرت فجر الأربعاء مخلفة به وبالمباني السيادية المجاورة له خسائر مادية جسيمة». وأضاف أن «الأضرار المادية الجسيمة لحقت بمبنى فرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة وعدد كبير من الشقق السكنية للمواطنين»، وهو ما اكده ل «فرانس برس» المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. ولم تتوافر لدى المصدر الامني معلومات حول خسائر بشرية، لكن شهوداً أكدوا أن عدداً من المواطنين جرحوا جراء الانفجار. ودانت وزارة الخارجية الليبية الحادث واصفة اياه بالارهابي، وذلك في اول رد رسمي من قبل السلطات الليبية حيال الهجوم. وقالت الوزارة في بيان إن «هذا العمل الارهابي الجبان لا يهدف الا للنيل من سيادة الدولة واظهارها بمظهر الفوضى». وقال مصدر مسؤول من فرع وزارة الخارجية ببنغازي إن المبنى الذي تم استهدافه كانت تشغله القنصلية الأميركية في عهد الملك ادريس السنوسي حتى اوائل سبعينات القرن الماضي. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إنه «تم إغلاق القنصلية من قبل الديكتاتور المخلوع معمر القذافي في سبعينات القرن الماضي، بعد سنوات قليلة من وصوله إلى السلطة في عام 1969». ووفقاً للمصدر فإن «أولئك الذين ارتكبوا هذا الهجوم يريدون أن يرسلوا رسالة مفادها بأن البعثات الديبلوماسية لن تكون آمنة في بنغازي». ودمر الانفجار جزءاً كبيراً من المبنى وتسبب في أضرار واسعة النطاق لمقر محلي للبنك المركزي متاخم لمبنى الوزارة. ومنذ سقوط معمر القذافي في العام 2011، تعد بنغازي، مهد الثورة الليبية، مسرحاً لعدة انفجارات وموجة من الاغتيالات والهجمات ضد القضاة وضباط الجيش والشرطة الذين خدموا تحت النظام السابق اضافة الى النشطاء السياسيين وعدد من الاعلاميين. وتم تنفيذ العديد من الهجمات ايضاً ضد الديبلوماسيين والمصالح الغربية والبعثات الدولية التي عملت في المدينة. وعادة ما تنسب هذه الهجمات الى اسلاميين متشددين، مثل الهجوم على القنصلية الاميركية، والذي اسفر عن مقتل أربعة اميركيين من بينهم السفير كريس ستيفنز. وقام البيت الأبيض الثلثاء بتكريم ذكرى قتلى الهجوم على القنصلية في بنغازي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان «أحداث العام الماضي حين خسرنا اربعة اميركيين شجعان، (السفير) كريس ستيفنز، شون سميث، غلين دوهرتي وتايرون وودز، كشفت عن واقع الصعوبات التي نواجهها في العالم». وأكد: «مع اقتراب هذا النهار، ما زلنا نبكي على زملائنا الاعزاء ونكرم حسهم بالواجب»، مؤكداً التزام الولاياتالمتحدة «بمحاسبة مرتكبي اعتداء بنغازي امام القضاء وضمان سلامة موظفينا الشجعان الذين يخدمون في الخارج».