اتفق النائب الأول لرئيس جمهورية السودان علي عثمان محمد طه وقائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق في نيروبي على تكوين لجنة مشتركة من الحكومة والحركة للنظر في إعداد دستور مؤقت ليتم التحرك في إطاره إلى حين تكوين اللجنة القومية للدستور المتفق عليها، وأكد الدكتور نافع علي نافع، مستشار الرئيس للشؤون السياسية أن الطرفين بحثا في اجتماعهما هناك قضية إشراك القوى السياسية الأخرى وتوزيع الحقائب الوزارية بجانب تأكيدها على ضرورة الإسراع في تسليم نسختي الاتفاقية العربية والإنجليزية للمجلس الوطني وبرلمان الحركة الشعبية للمصادقة عليها. هذا وكان المجلس الوطني (البرلمان) في الخرطوم قد أرجأ التداول حول اتفاقية السلام واعتمادها إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى، ولكنه أكد التزامه بإنفاذ المهمة في الفترة التي حددتها جداول تنفيذ الاتفاقية بأسبوعين، وستودع الاتفاقية على منضدة المجلس يوم السبت القادم بخطاب يلقيه النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ليعلن المجلس رفع جلساته في ذات اليوم ليعاود الانعقاد عقب عطلة العيد، وعزا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني (البرلمان) عدم إيداع اتفاقية السلام للبرلمان يوم أمس الأول كما كان مقرراً لعدم اكتمال الترجمة إلى اللغة العربية، وقال الطاهر إن المجلس سيجيز الاتفاقية خلال المدة المحددة. من جانب آخر تنعقد في القاهرة غداً الجمعة ويوم السبت جولة المفاوضات الثالثة بين وفد الحكومة السودانية برئاسة نافع علي نافع، ووفد التجمع برئاسة الفريق (م) عبدالرحمن سعيد نائب رئيس التجمع الوطني المعارض في محاولة للوصول إلى اتفاق نهائي على ضوء التفاهم الذي تم في اللجنة المشتركة التي اجتمعت في القاهرة خلال الأيام الماضية اضافة لمناقشة القضايا العالقة التي تعذر حسمها في اللجنة المشتركة، وسيحضر جولة القاهرة القادمة ممثلون للحركة الشعبية مما سيعطي الجولة دفعة للأمام باعتبار أن طرفي اتفاقية السلام (الحكومة والحركة) سيكونان ممثلين في الجولة للمرة الأولى بعد توقيع الاتفاقية وأي اتفاق يتم في هذه الجولة سيكون مقبولاً لديهما معاً. والجولة القادمة في القاهرة سيكون أمامها المشروع المشترك الذي تم الاتفاق عليه خلال محادثات الأيام القليلة الماضية بين الحكومة والتجمع، إضافة لبعض القضايا العالقة والمرتبطة بآليات التحول الديمقراطي التي تحتاج إلى مزيد من التباحث، وتركزت النقاط الخلافية في وضع القوات المسلحة للتجمع والنسب التي ستخصص للمعارضة في الأجهزة والمفوضيات خاصة لجنة الدستور، بينما شملت نقاط الاتفاق الحريات وتعديل القوانين ورفع حالة الطوارئ. من ناحية أخرى تعقد هيئة قيادة التجمع بكامل هيئتها في اليوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري اجتماعاً هاماً في القاهرة لمناقشة اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية مؤخراً بنيروبي وسيحضر هذا الاجتماع الذي يرأسه رئيس التجمع المعارض السيد محمد عثمان الميرغني، سيحضره الدكتور جون قرنق وذلك لتحديد معالم تحركات التجمع لما بعد السلام، وكان اجتماع اللجنة السياسة للتجمع برئاسة الميرغني قرر إرسال وفد إلى اريتريا لاطلاع الرئيس الاريتري أسياسي أفورقي بآخر تطورات الأوضاع وخطوات التفاوض بين الحكومة والتجمع.