قدمت دولة الاحتلال الإسرائيلية احتجاجاً إلى الإدارة الأميركية ادعت فيه أن الجانب الفلسطيني سرب معلومات من المفاوضات بين الجانبين والتي استؤنفت قبل عدة أسابيع وتجري بشكل سري. وقالت صحيفة "هآرتس" أمس إن إسرائيل قدمت احتجاجاً شديد اللهجة إلى الإدارة الأميركية قالت فيه إن مسؤولين فلسطينيين سربوا معلومات حول المفاوضات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن المحامي يتسحاق مولخو، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتصل هاتفيا مع نظيره الأميركي، مارتين إنديك، واعتبر أن "هذه التسريبات تشكل انتهاكا لكافة التفاهمات" التي توصل إليها الجانبان مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري. ووفقا للاحتجاج الإسرائيلي الذي جاء عقب تصريحات أطلقها مسؤولون فلسطينيون بأن المفاوضات لا تتقدم ابدا، وأن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، قال لإذاعة "صوت فلسطين"، الأربعاء الماضي، إنه لم يحدث أي تقدم في المفاوضات بين الجانبين حتى الآن. ويضيف "الاحتجاج" أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، نبيل شعث، قال لوكالة "معا" الفلسطينية إن "كل ما يحدث خلال شهر ونصف الشهر هو أن إسرائيل تستعرض المواضيع التي تريد التحدث حولها" خلال المفاوضات. وكذلك نقلت الصحيفة، تقارير عن مسؤول فلسطيني من دون ذكر اسمه، قوله إن إسرائيل اقترحت على الجانب الفلسطيني إقامة دولة فلسطينية مؤقتة في 60% من الضفة الغربية، وأن الجانب الفلسطيني رفض هذا الاقتراح مشدداً على أن الفلسطينيين مستعدون للتوصل بداية إلى تفاهم حول قيام الدولة الفلسطينية في حدود العام 1967، وبعد ذلك البحث في تطبيق مراحل قيام الدولة الفلسطينية. وما أثار غضب دولة الاحتلال كان تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأن إسرائيل ترفض مبدأ تبادل الأراضي، رغم أنها كانت وافقت على ذلك خلال المحادثات التي جرت بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ايهود أولمرت، في العامين 2007 – 2008. وأكدت الصحيفة على أنه من الناحية الفعلية لم يحدث أي تقدم في المفاوضات بين الجانبين، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المفاوضات "تسير في مكانها" وأن كلا الجانبين يصران على مواقفهما وأنه "بهذا الشكل لن تتقدم المفاوضات إلى أي مكان". وأمس ، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنه لا يمكن أن تتواصل المفاوضات مع استمرار النشاطات الاستيطانية. وأوضح في وثيقة رسمية أعدتها دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ووزعتها على الصحافيين، إن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال الإعلانات الاستيطانية منع الفلسطينيين من الوصول إلى مائدة المفاوضات وسوف تستمر في محاولتها وقد تنجح في ذلك "إذ لا يمكن الاستمرار في المفاوضات في ظل الاستيطان". وأضاف عريقات "أوضحنا هذه المواقف للإدارة الأميركية وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والأشقاء العرب وباقي دول العالم ".