أعلن التلفزيون الاسترالي العام (ايه بي سي) السبت فوز المعارضة المحافظة بقيادة توني ابوت في الانتخابات التي جرت أمس في البلاد التي سيتولى قيادتها خلفا للعمالي كيفن راد. وقال خبير الانتخابات في التلفزيون ان "التحالف (الذي يهيمن عليه المحافظون) حصل على 74 مقعدا حتى الآن. ومن هنا اصبح لديه الاغلبية. اعتقد انه يمكنني القول ان الحكومة خسرت". وشهدت استراليا البلد الغني الوحيد الذي افلت من الازمة بفضل ثرواته الطبيعية، انتخابات السبت لاختيار نوابها في اقتراع دعي حوالي 14,7 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم فيها. وكانت استطلاعات الرأي ترجح ان يفوز في هذه الانتخابات المحافظون على العماليين الذين انهكت صراعاتهم الداخلية الناخبين. ويتوقع التلفزيون ان يشغل التحالف الذي يهيمن عليه الحزب الليبرالي المعارض 90 مقعدا مقابل 58 للعماليين بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته كيفن راد. ويتألف مجلس النواب في البرلمان الاسترالي من 150 مقعدا. واعترف عدد من وزراء الحكومة بهزيمتهم بينما صرح وزير الدفاع قبيل ذلك ان "الحكومة ستمنى بهزيمة مساء اليوم". وكان كيفن راد (55 عاما) رئيسا للوزراء من 2007 الى 2010. لكن حزبه قام باقصائه بعدما مل من طباعه الصعبة، وعين بدلا منه جوليا غيلارد التي اطاح بها حلفاؤها ايضا في يونيو الماضي بسبب تراجع كبير للحزب في استطلاعات الرأي. واختار الحزب بدلا من غيلارد التي كانت اول سيدة تشغل منصب رئيس الحكومة في استراليا، كيفن راد من جديد. وقالت ناخبة في مدرسة بوندي بيتش في سيدني "كنت سأصوت لجوليا غيلارد وحزب العمال خسر صوتي بعد هذه القضية". اما توني ابوت (55 عاما) المعروف بهفواته، فقد تمكن من تلميع صورته وتجنب الاخطاء مع بعض الاستثناءات. كما حصل على دعم مجموعة روبرت موردوك الاعلامية التي تتمتع بنفوذ كبير في استراليا. ووعد ابوت بالغاء رسم على انبعاثات غاز الكربون يفترض ان تدفعه اكثر الجهات تسببا بالتلوث في البلاد وفرضه العماليون قبل ستة اشهر، وبان يجعل مدة اجازة الامومة ستة اشهر مع تحقيق وفرة بمليارات الدولارات. ويشكل الاقتصاد محور الحملة الانتخابية التي خاضها رئيس الوزراء المنتهية ولايته. واستراليا هي البلد الغربي الوحيد الذي نجا من الانكماش في 2008 بفضل المواد الاولية التي تضمها اراضيه والطلب القادم من دول ناشئة بينها الصين والهند. ويؤكد راد على "الادارة الجيدة" لحزبه في هذا المجال. لكن تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين الشريكة التجارية الرئيسية لاستراليا وانخفاض اسعار المواد الاولية يؤدي الى تباطؤ النمو في استراليا منذ اشهر. ولم تتجاوز نسبة النمو في هذا البلد 2,6 بالمئة في الفصل الثاني من 2013، وهي نسبة جيدة لكنها بعيدة عن تلك التي سجلت في السنوات الاخيرة وتجاوزت 3 بالمئة. اما البطالة فتبلغ حاليا حوالى 5,5 بالمئة بالمئة ويتوقع ان ترتفع.