لا يختلف اثنان ان للشهرة بريقا على صاحبها وهي بمثابة المفتاح لقلوب العامة يدخل بها من أي الأبواب شاء، ولها انعكاس ايجابي على اهله وخاصته وكل من حوله، وكذلك على بقية افراد المجتمع فيما لو منح هذا المشهور جزءا من وقته لمن يحتاج لفتة كريمة منه، واعتبر هذه اللفتة من باب المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه، وانه ملزم بمثل ما منحه الناس صادق حبهم فعليه ان يمنحهم بعضاً من اهتمامه وتفكيره ويجعل ذلك احد مؤشرات الاداء ليبقى له الوهج الصادق في مجتمعه، وفي قلوب احبابه وان هذا الاحساس هي زكاة الشهرة التي اكتسبها. ولأننا في المجال الرياضي والصفحة الرياضية تحديداً، ولان الحديث عن امرين لهما تضاد كبير جداً بل واختلاف حقيقي في اللفظ والمضمون، فان الرياضة والمرض لا يلتقيان الا في المواقف الانسانية التي يحسن بها صنعاً العديد من الرياضين عند مساهمتهم في زيارة المرضى او معايدتهم سواء مع اللجان الخاصة بهذا الامر ولجنة اصدقاء المرضى احد تلك اللجان او عن طريق مساهمة الصحف الرياضية في هذا الجانب في المناسبات العامة او من خلال الشركات التي ترعى الاندية او فيما نتطلع الى تبنيه من قبل اندية الدرجة الممتازة في تنظيم زيارات دورية للمستشفيات للسلام على المرضى ورفع معنوياتهم وادخال السرور عليهم واشعارهم ان المعافى والمريض كالجسد الواحد. على الاندية دور كبير جداً في مجال المسؤولية الاجتماعية، وبالتالي على الرئاسة العامة لرعاية الشباب واذا لم يتصدر هذا الدور اهتمام المعنيين بالرياضة فان الماديات اصبحت هي المحدد الاول لعلاقاتنا وتركنا الدور الانساني الذي امرنا به ديننا الحنيف. والمشاهد يلحظ الان كيف اصبح الحديث داخل اروقة الاندية الرياضية وسعيها المحموم إلى بيع عقد لاعب او شراء اخر وكأن هذا هو ما خلقنا له وان حضور عدد قليل من اصحاب الاحتياجات الخاصة لبعض المباريات هو بمثل ذر الرماد في العيون لمن يطالب بزيادة الفاعلية الانسانية للرياضة والرياضيين في مجتمع يفترض فيه المثالية في كل الامور خصوصا في المجالات الإنسانية؟. اننا في حاجة لمواقف انسانية رائدة من اللاعبين التي تجاوزت صفقاتهم عشرات الملايين لإخوانهم المرضى سواء بالتكفل بالعلاج او رعاية مريض او شراء اجهزة طبية له او زيارة لمستشفيات هي في امس الحاجة لأجهزة غسيل كلى، وربما تفتتح عيادات بأسماء الاندية داخل المستشفيات وللقارئ والرياضي الكريم ان يتخيل ردة الفعل في المجتمع اذا اطلقت مثل هذه العيادات وكيف سنحقق بها لحمة وتوافق مثالي داخل اطياف المجتمع ونثبت معها ان للرياضة جانبا مثاليا كريما وليس فقط هي ما يعتقد العامة انها مضيعة للوقت والمال، او شراء معدات وتجهيزات لطب الطوارئ او اعادة تأهيل اماكن الترفيه لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير احتياجات الطب المنزلي للذين يحتاجون فترة علاج طويلة من التمريض وتقديم مساعدات مالية للمرضى المحتاجين او المساهمة في التثقيف الصحي خاصة للأحياء والمجتمعات الفقيرة بالتنسيق مع الجمعيات واللجان المعنية او المساهمة في بعض مشاريعها الخيرية. ولعلنا نتطلع الى ابعد من ذلك وبشكل مؤسسي منظم يتلخص في تبني الاندية او احدها الى انشاء صندوق خيري يكون ريعه لمثل هذه الحالات يوضع فيه نسبة مئوية من عقود الاحتراف او عقود الرعاية او مجالات الاستثمار في الأندية، ومشاركة الاتحاد السعودي ولجنة الاحتراف بفاعلية في ذلك الصندوق. ان المتطلع الى الايجابية الرياضية في مجتمعنا السعودي لن نقول انه يسير عكس التيار مطلقاً لأنه يعرف ان ابناء هذا البلد هم ابناء فطرة سوية ولا يحتاجون سوى التذكير فقط ولن يتأخر أي منهم اذا وجد من يعلق الجرس ويضع التنظيمات المحققة لذلك في منظومتنا الرياضية.