تستعد ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لاطلاق مركبة فضاء غير مأهولة اليوم الاربعاء في مهمة استكشاف لأقرب الكواكب للارض لمعرفة ما اذا كان الماء قد وجد يوما في المريخ لمدة تكفي لوجود حياة. وأظهرت رحلات فضاء سابقة للمريخ ان الماء كان ينساب يوما فوق سطح الكوكب الاحمر. ويأمل العلماء في ان تمكنهم المعلومات الجديدة التي ترسلها مركبة استكشاف المريخ (مارز ريكونيسانس اوربيتار) من معرفة المدة التي وجد فيها الماء في المريخ وما اذا كانت به حياة يوما وما اذا كان يمكن اقامة موقع بشري على سطحه . ومن المقرر ان تنطلق المركبة وزنتها طنان اليوم من محطة السلاح الجوي الامريكي في كيب كانافيرال في الفترة ما بين 7,54 و9,39 صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (1154 و1339 بتوقيت جرينتش) وقال كلاي فين خبير الارصاد الجوية في السلاح الجوي الامريكي ان الاحوال الجوية تبدو مواتية وان هناك فرصة لسقوط الامطار بنسبة 20 في المئة فقط والتي يمكن ان تتسبب في ارجاء اطلاق المركبة . وقالت ناسا ان الصاروخ اطلس خمسة وهو من انتاج شركة لوكهيد مارتن سيحمل المركبة لتصل الى المريخ في مارس عام 2006 . ومع اختراقها للجزء العلوي من الغلاف الجوي للمريخ تهبط المركبة ببطء الى مدار أكثر انخفاضا على بعد 300 كيلومتر من سطح الكوكب. وبدءا من نوفمبر عام 2006 ستستخدم المركبة معدات علمية متطورة لتلقط صورا عن قرب لسطح المريخ وتحلل المخلفات المعدنية وتبحث عن مياه تحت السطح وعن شواطئ بحار قديمة وترصد توزيع الرمال والمياه في الغلاف الجوي وتراقب مناخ الكوكب طوال دائرة كاملة من تعاقب الفصول. وقال ريتشارد زوريك مدير المشروع للصحفيين ان مهام الفضاء السابقة للمريخ لم تنجح فعليا الا في القاء نظرة سطحية على الكوكب. ويمكن لنظام المقياس الطيفي والرادار السطحي ان يقدما معلومات افضل عما هو تحت السطح وما اذا كان الجليد الذي اكتشف على سطح المريخ هو مجرد طبقة رفيعة لقمة جبل من الجليد يمكن ان يكون مصدرا لمياه الشرب في مهمة مستقبلية محتملة لرواد الفضاء. وتحمل المركبة أكبر آلة تصوير مجهرية ترسل الى الفضاء حتى الان في مهمة لاستكشاف الكواكب. وقالت ناسا انها ستتيح لعلمائها اختيار مواقع الهبوط التالية لمجموعة من مركبات الاستكشاف الالية التالية. وتحمل المركبة بعضا من أكثر المعدات تطورا التي ترسل الى الفضاء وتنتظر ناسا ان توفر لها هذه المهمة معلومات تفوق كل المعلومات التي وفرتها لها المهام السابقة مجتمعة. ومن المتوقع ان تنهي المركبة مهمتها التي تستمر عامين في المريخ في ديسمبر كانون الاول عام 2008 وبعد ذلك تعمل كمحطة لتقوية الاتصالات وحتى نهاية عام 2010 . وقال جراف ان المركبة تحمل وقودا يكفيها لتمديد مهمتها حتى 2014.