واشنطن - أ ف ب - قد يكون علماء من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» اكتشفوا للمرة الأولى براهين على وجود مياه سائلة على سطح المريخ، ما يفتح مجالات جديدة أمام معرفة أفضل بالكوكب الأحمر ومهمات استكشاف مأهولة في المستقبل. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى وجود كتل جليدية على المريخ لكن من دون تأكيد وجود المياه السائلة. وأتى الاكتشاف خلال المواسم الحارة (الربيع والصيف على المريخ) بفضل المسبار الأميركي «مارس روكنيانس أوربيتر» الذي يدور حول الكوكب الأحمر منذ عام 2006. ونشرت «ناسا» صوراً التقطها المسبار وتظهر سيلاناً قاتم اللون على فوهة «نيو نيوتون» جنوب الكوكب الأحمر. وهذه السوائل تنبثق خلال الصيف، وتسيل على منحدرات الفوهة في منظر صحراوي، ثم تنتشر على الأرض عندما تنحفض درجات الحرارة قبل أن تظهر من جديد عند حلول الربيع. وقال ألفرد ماكوين، العضو في مختبر القمر والكواكب في جامعة أريزونا إن «التفسير الأفضل المتوافر لدينا في الوقت الراهن هو أن الأمر يتعلق بجريان مياه شديدة الملوحة، مع أن الدراسة لا تثبت ذلك في شكل قاطع». وأضاف: «في هذه المرحلة يبقى الأمر لغزاً، لكنني أظن أنه يمكن الرد على ذلك من خلال المراقبة والتجارب الجديدة». وقال ريتشارد زوريك، العالم في «ناسا»: «إذا قارنا الاكتشاف مع ما يجرى على الأرض، من الصعب تصور أن الأمر يتعلق بشيء آخر غير سوائل تجري على طول منحدر، فإن كان هذا صحيحاً لماذا يحصل في أماكن دون غيرها؟» ومهما كانت طبيعة هذا السيلان ففرص أن يكون الاكتشاف نهراً، ضئيلة جداً. وتميل «ناسا» إلى الاعتقاد أن الأمر يتعلق بتدفقات تحت السطح وهذا يفسّر اللون القاتم. وقد رصد المسبار ما مجموعه آلاف «السيلانات» المماثلة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في أماكن مختلفة من المريخ، إذ شدد ماكوين أن هناك 20 موقعاً آخر. واكتشاف الماء السائل قد يكون مهماً لفهم حياة محتملة نشأت في الماضي على الكوكب، إضافة إلى استكشاف المريخ في المستقبل في مهمات مأهولة، نظراً إلى أن المياه شرط أساسي من شروط الحياة. ويتألف جو المريخ بنسبة 95 في المئة من ثاني أوكسيد الكربون، و27 في المئة من الآزوت. والغاز الأخير يشكل 78 في المئة من الغلاف الجوي للأرض. وفي محاولة لمعرفة ما إذا كان الكوكب الأحمر عرف شكلاً من أشكال الحياة ذات يوم، سترسل «ناسا» العام المقبل مركبة الاستكشاف «كوريوسيتي» الصغيرة المجهزة بمختبر وتكلفتها 2,5 بليون دولار.