الشيخ سليمان بن عبدالرحمن المشعل، فالموت حق والساعة آتية لا ريب فيها، والآخرة هي الحياة الباقية والأبدية ، قال تعالى " (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون), ولكن في هذه الحياة هناك رجال إذا رحلوا تركوا أثراً طيباً في النفوس بما عرف عنهم من أفعال وأعمال خيرة وجليلة . نعم "ترجل الفارس" وأُسدل الستار على مشاهد كثيرة من حياته التي تزخر بالعطاء والمآثر الطيبة , وبفقده شعر كل من عرفه بحزن عميق وفراغ كبير في القلوب, فقد خيّم الحزن - والحديث هنا – تستشرفه قلوب ووجوه أحبة الخال المرحوم الشيخ سليمان بن عبدالرحمن المشعل بعد أن فاضت روحه إلى بارئها , فلقد كان " أبوخالد " طوال حياته وفياً لدينه ووطنه ومجتمعه وعائلته. مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة غداة ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ ولست في هذا المقام بصدد التنويه أو التعريف بتفاصيل مناقب و شواهد السيرة الذاتية العطرة للمرحوم التي جمعت في واقعها وصداها بين المهنيه التعليمية والتربوية والشهامة والكرم وإغاثه المحتاج والحكمة وحسن الخلق والبشاشة في التعامل والتعاون مع الصغير والكبير والقريب والصديق , وقد سعدت وتشرفت على المستوى الشخصي بسماع وفهم وتطبيق العديد من النصائح والتوجيهات من المرحوم "خالي سليمان" في مختلف جوانب الحياة المهنية والعائلية وكذلك الإجتماعية, فعند الكثير من محبيه في مجتمعنا المحلي والعربي " تستطيع أن تتفهم بينهم التوافق على التعريف المختصر "عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ " . " أبا خالدٍ " ليلي طَويلٌ ورِيحُهُ حَرورٌ وهل تَحنُو الحَرورُ بشارِدِ ؟ "أبا خالدٍ" هَزَّ المدى صَرخَةُ الشّجَى ونَوحُ القريبِ والتِياعُ الأباعِدِ أتوقف في هذه العجالة عند "بوح خاطر ولكن بصوت مرتفع" من محب وقريب إلى ابن الفقيد الأخ والصديق "خالد" ووالدته الوفية " أم خالد " وبناته وفي مقدمتهم زوجتي "أم عبدالعزيز" وكذلك إلى أخوان وأخوات الفقيد وأخص بالذكر والدتي الغالية "أم سليمان" , فالصبر عند موت الاحبة اختبار للإيمان وقوة اليقين والثقة بالمولى عز وجل .. "فلله ما أخذ .. ولله ما أبقى" والصبر والاحتساب مع الأمل يحدونا بلقاء الأحبة - بمشيئة الله - ممن فقدناهم فى جنة عرضها السموات والارض أعدت للصابرين المؤمنين. أصبر لكل مصيبة وتجلدِ وأعلم بأن المرء غير مخلد (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ, وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ). * الأمين العام المساعد للصحة البيئية المنظمة الأوروبية العربية للبيئة