تدرك قيادة هذه البلاد المباركة وفقها الله دور التعليم في نهضة الأمم، ومحوريته الرئيسة على طريق نهضتها، وأنه الشرط الأول لبناء الدول وتأسيس الأفراد المزودين بالمعرفة اللازمة لإبصار دروب المستقبل، وهذا التوجه الوطني واضح في النهضة التعليمية التي شهدتها بلادنا في عصر الخير والعطاء هذا، عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- وهي نهضة شملتْ عدة مستويات: توسعية بمضاعفة عدد الجامعات، وإنشائية ببناء مقرَّاتها الضخمة بأعلى المستويات، ونوعية بتأسيس جامعات متخصصة في الدراسات العليا وبعض التخصصات التي يحتاجها الوطن، وغير ذلك من وجوه النهضة التي يشهدها هذا القطاع. ولاشك أن العناية بتعليم المرأة كان محوراً حاضراً بقوة في سياق جهود النهضة في قطاع التعليم العالي، يشهد على ذلك دعم جامعة الملك سعود بمبلغ كبير قدره(8,3) مليارات ريال لإنشاء المدينة الجامعية للطالبات داخل حرم الجامعة بالدرعية على مساحة بلغت (1.232.000) متر مربع، وهي المدينة التي افتتحت أبوابها للطالبات مع بداية اليوم الأول من هذا العام الدراسي، وتتألف من (12) كلية، منها (5) كليات صحية، و(4) كليات إنسانية، و(3) كليات علمية، إضافة إلى مبانٍ إدارية، ومباني العمادات المساندة، ومبان خدمية، ومرافق ترويحية، ومنطقة الإسكان. وتستوعب هذه المدينة (30.000) طالبة، وستوفر للطالبات موقعاً أكاديمياً واحداً بدلاً عن التفرّق الحاصل في فروع الجامعة بين عدة مواقع ما بين عليشة والملز والناصرية والفاخرية، وهو الأمر الذي كان يمثل عبئاً كبيراً على الجامعة من حيث الإدارة والصيانة والخدمات. خادم الحرمين يهتم بأن تكون المرأة شريكاً فاعلاً في التنمية عبر تأهيلها وحيث إن الإبداع واكتشاف المواهب لا يكون إلا عبر بيئة مثالية تحقق ذلك وتعين عليه، فإن هذه المدينة الجامعية الجديدة خير مثال على هذه البيئة المثالية بما فيها من التنظيم، وتميز التجهيز، والخدمات البحثية والمعرفية والأكاديمية، وهذا سيجعلها بوابة تتمكن بها طالبات جامعة الملك سعود من المشاركة في بناء صروح الوطن، بما ستؤهلهن به من المعارف والخبرات، وما ستوفره لهن من فرصة توظيف قدراتهن وصقل مهاراتهن وفتح طريق لهن لصناعة الإبداع، ولهذا فإن هذه المدينة الفريدة من حيث عمارتها وتجهيزها هي فرصة حقيقية لكل طالبة ترغب في صناعة نفسها ومستقبلها، وبوابة رحبة لتميز الطالبة المتصفة بالإرادة والطموح، إنها باختصار فرصة لبناء الذات والمستقبل. ومن باب الواجب في رفع الشكر لأهله أتقدم باسم كل طالبات ومنسوبات جامعة الملك سعود بالشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – وولي عهده الأمين ونائبه الثاني –يحفظهم الله- لما تتلقاه الجامعة منهم من أشكال الدعم، كما أقرُّ بالدور المحوري الذي يقدمه صاحب المعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري في نجاح الجامعة وتحقيق أهدافها، سائلاً الله أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وعلى حكومتنا الرشيدة عزها وتمكينها. * مدير جامعة الملك سعود