استشهد مساء الأحد الماضي، مواطن فلسطيني من مدينة رفح جنوب قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. حيث فتحت قوات الاحتلال المتمركزة في أبراج المراقبة على بوابة صلاح الدين على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه منازل المواطنين في حي قشطة مما ادى إلى اصابة المواطن محمد حمدان قشطة (24 عاماً) بعيارين ناريين من النوع الثقيل في الرأس والصدر ووصفت حالته بالحرجة جدا إلى ان اعلن عن استشهاده بعد وقت قصير من اصابته. في غضون ذلك جدد المستعمرون اليهود اعتداءاتهم مساء الأحد على سكان منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع. وانتشر مئات المستعمرين في أنحاء المنطقة وعاثوا فيها فساداً ودمروا شبكات الري وأتلفوا مساحات من الأراضي الزراعية وسرقوا بعض المزروعات التي تعود ملكيتها لمواطنين من عائلة الفرا كما هاجموا بعض المنازل. وواصلت قوات الاحتلال لليوم الرابع على التوالي إغلاق حاجز التفاح المنفذ الوحيد لمنطقة المواصي. من جهة اخرى سيطر مسلحون مساء الأحد على مبنى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة خانيونس كما اغلقوا بعض الشوارع في المدينة والمحال التجارية واشعلوا الاطارات في الشوارع وذلك في أول خطوة احتجاجية على اختطاف سليمان الفرا مدير المكتب الإعلامي لفاروق القدومي. وطالب المسلحون وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف وجهاز الأمن الوقائي بضرورة إطلاق سراح سليمان الفرا قبل أن تؤخذ عملية الاختطاف أبعادا خطيرة. من جانبها نددت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني في بيان لها بقيام مجموعة من المسلحين بمهاجمة عدد من المرافق الوطنية في محافظة خان يونس والاعتداء على المواطنين ومنهم رئيس البلدية وعشرات الصحفيين. واستغربت ما تضمنته بيانات صدرت في المحافظة تحوي تهديدات واتهامات غير مقبولة تعقيبا على قيام اجهزة الأمن باعتقال الفرا. وأكدت الوزارة انها قامت باعتقال الفرا وفق الأصول المرعية وان من حق الأجهزة الأمنية ممارسة صلاحياتها في هذا الاطار تجاه أي مواطن مهما كانت خلفيته او انتماؤه السياسي او العائلي اذ لا حصانة لأحد امام سلطة القانون، مشددة على انه ستتم ملاحقة كل من يتورط في تجاوزات قانونية. من جانب آخر توقعت مصادر فلسطينية مطلعة أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وفد من حركة حماس قريبا في مقره بمدينة غزة فيما سيلقي خطابا هاما للشعب الفلسطيني من المجلس التشريعي اليوم الثلاثاء وذلك قبيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. في غضون ذلك اعلن د. نبيل شعث نائب رئيس الوزراء ووزير الاعلام الفلسطيني ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعلن خلال الأسبوع المقبل الموعد الرسمي والنهائي لإجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وأوضح د. شعث ان الرئيس عباس سيجري العديد من اللقاءات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في غزة خاصة مع ممثلي حركة حماس والجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين للتباحث في قضايا متعلقة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية ومسألة الاوضاع في قطاع غزة بعد اتمام الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وفي ختام هذه المباحثات سوف يعلن الرئيس عباس الموعد النهائي للانتخابات التشريعية الفلسطينية. على صعيد آخر اكدت حركة الجهاد الاسلامي انها لا تعتزم اعاقة انسحاب الجيش الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. إلى ذلك عقد مساء الأحد الماضي اجتماعا امنيا مشتركا بين اللواء جمال أبو زايد مساعد وزير الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني والجنرال موشيه كابلنسكي نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية وذلك في مدينة القدس بحضور القادة الميدانيين من الطرفين في مناطق الإخلاء في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وخلال الاجتماع تم تقديم وشرح خطط الانسحاب الخاصة بالإسرائيليين ومتابعة ما تم الاتفاق عليه بين القادة الميدانيين في اللقاءات السابقة. كما جرى التأكيد على أهمية استمرار اللقاءات بين القادة الميدانيين خلال الأسبوع الجاري وبداية الأسبوع القادم تمهيداً لتنفيذ خطة الانسحاب بهدوء ودون عقبات. وتمحورت الجلسة حول خطة الانسحاب الإسرائيلي وتنسيقها وكيفية انتشار القوات الفلسطينية والإسرائيلية داخل القطاع وعلى الحدود وفي المناطق الحساسة وأهمية ان تتم العملية بشكل منتظم ومنسق ودون عقبات أو هجمات فلسطينية. وطالب الجانب الفلسطيني بإدخال المساعدات المقدمة من الدول المانحة للأجهزة الأمنية كي تتمكن من القيام بدورها وواجبها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها وخاصة تلك المساعدات المتعلقة بالدعم اللوجستي والاسنادي من معدات وأجهزة وسيارات وتموين. ٭ إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية فلسطينية أمس ان قوات الأمن الفلسطينية قامت بتحرير ثلاثة موظفين يعملون لدى الأممالمتحدة كانوا خطفوا في خان يونس على أيدي مسلحين فلسطينيين بينهم اثنان من الأجانب وثالث فلسطيني. وقالت المصادر «ان قوة من الأمن الوقائي الفلسطيني تساندها قوة من الشرطة والأمن الوطني اقتحت المكان الذي كان الخاطفون يحتجزون فيه الموظفين الثلاثة في منطقة حي البرابخة في خان يونس وسط أطلق نار». وتابعت المصادر نفسها انه «تم تحرير الرهائن الثلاثة من دون أن يصابوا بأذى في حين لاذ الخاطفون بالفرار وتتم ملاحقتهم في شوارع خان يونس».