في أي عملية تطوير عقاري هناك أربعة أضلاع رئيسية صاحب الأرض والمطور والمشرع وهو الجهة الحكومية والمستفيد النهائي وهو المواطن والمقيم، بقية الأضلاع الفرعية هم من يعيش على نشاط هؤلاء مثل المهندس والاستشاري والمقاول والمسوق وتجار مواد البناء من حديد واسمنت وبلوك وسباكة وكهرباء ومواد التشطيب. الأربعة فيهم من يعاني وفيهم من يتسبب في المعاناة.. والمعاناة أنواع قد تكتمل أركانها المادية والمعنوية والنفسية اذا لم ترض طرفا أو أكثر والمتضرر بالدرجة الأولى هما المواطن والمطور العقاري. المواطن هو صاحب المعاناة الأكبر وهو من يتحمل العبء بسبب غلاء أسعار التملك أو الايجار.. لأن المطور اذا واجه العقبات فبيده أن يتوقف عن العمل أو أن يتحول الى مستثمر وتحديدا تاجر أراضي وهذا ما حدث لكثير من الشركات بعد معاناتها من أصحاب الأراضي المحتكرين والجهات الحكومية. لا بد أن نكون منصفين وواعين بدور المطور وان لا نحمله أكثر من طاقته فهو يتمنى أن يجد أرضا مناسبة وبسعر معقول لأنه سيعمل ويضمن أن المستفيد النهائي سوف يشتري حسب قدرته وهو أي المطور سيحصل على نسبته من الربح وهي واحدة تقريبا في كل الأحوال ونسبتها بين 10 الى 30 بالمائة. طرد المطورين وتنفيرهم خلال السنوات الماضية كانت كبيرة ومنهم سعوديون وفيهم أجانب وكانت بسبب مغالاة اصحاب الاراضي وتضخيم اسعارها، إضافة إلى بعض الجهات الحكومية التي تؤخر منح التراخيص وتحتاج من سنة الى سنتين أو أكثر وأخيرا البنوك وجهات التمويل التي لا تثق بالمطورين وتتحاشاهم وتركز على الأفراد. المطور يواجه عقبات وصعوبات يجب التخلص منها، حينها سنجد أن عددهم سيزيد وسيساهمون في ضخ مشاريع سكنية تقلص الفجوة في حجم الطلب وتسهم في خفض الأسعار. من هنا لابد ان تكون الانظار مصوبة نحو المحتكر صاحب الارض الذي يبقي على الارض ويضخم سعرها دون تطوير ووضع الحلول التي تجبره على ذلك بما فيها الرسوم او الضريبة.. وأيضا على الجهات الحكومية المعنية بالتراخيص والتي لا تفرق بين مشروع حيوي كبير يخدم مئات المواطنين ومشروع من ثلاث او خمس وحدات سكنية حيث الاجراء واحد. اليوم مع توجه وزارة الاسكان للتعاون مع المطورين للمساهمة في تطوير مشاريعها السكنية ستكون الفرصة متاحة لهم لإثبات الذات شريطة أن يمنحوا التسهيلات الكافية وتحديدا المعنوية فيما يخص التراخيص وسهولة الاجراءات بعيدا عن البيروقراطية والتعطيل. والأهم هو معايير الاختيار ومنها الجدية والسجل الجيد للانجازات والخبرة والسمعة الطيبة والنزاهة، والابتعاد عن المجاملات والمحسوبية.