كانت في سُبات عميق.. مع ظلام الليل وظهور الفجر.. أيقظها كائن ما.. استيقظت وهي تمحوالنوم من عينيها.. أخبرها الكائن قائلا: لديك اليوم حدثٌ هام! سألت مفزوعة ما الخبر؟ أجاب: اليوم الثلاثاء الموافق 21/12/1430ه في فندق ماريوت قد رُتب وجهز لحضورك. تساءلت أنا!! أجاب: نعم أنت نجمة الصباح. ثم ألقت علينا سؤالا أتعلمون من هي تلك الفتاة؟ إنها كل واحدة فيكم حضرت اليوم فلتحيّوا أنفسكم. تعالت أيادينا تصفيقا.. والابتسامات تشع من كل الأمكنة.. وفعلا شعرنا بمتعة الصغير حينما تروى عليه القصص. تلك الكلمات دونتها ذات لقاء تحضيري لملتقى أقامة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بعنوان (الشباب والمستقبل: تحديات الواقع, تعزيز القدرات, آليات المشاركة) أدارت جلسته الراحلة إلى جنان السماء بإذن الله الأستاذة حياة الدهيم (حياة الحوار). لقد تلقيت فاجعة رحيلك بين مصدقة ومكذبة عبر وسيلة التواصل الاجتماعي"توتير" أُمني نفسي وقلبي في وجل أن يكون الأمر مجرد تشابه أسماء إلى الواحدة ظهرا وأنا على هذا الحال, لكن.. لم أستطع احتمال الشك أكثر, فتواصلت على الفور مع أحد منسوبي مركز الحوار الوطني للاطمئنان عليك, لكن الفاجعة أكد لي خبر رحيلك خارج المملكة أثر نوبة قلبيه. زاد الحزن حزناً.. والدعاء دعاءً بأن يلهم أهلك وأبناءك الصبر. حياة الحوار.. أكتب إليك وأنتِ قريبة بعيدة.. أكتب إليك وكيانك ونقاؤك وطلتكْ تتمثل أمامي.. كم عدت إلى منزلي مِراراً أحكي لأهلي عن جمال حديثك ودروسك, أجيبيني كيف أعود لهم اليوم لأقول (حياة الحوار) غادرت الى السماء! كل الألم يسكنني لرحيلك, أهكذا هم الرائعون يرحلون فجأة! مازال يتمثل أمامي حُضورك التدريبي الغفير والمُختلف, ورُوحك الشبابية الذكية الفطينة التي استطعت بها الوصول لكافة الفئات في المجتمع لتوصيل رسائلك التربوية, تحملين هماً وعملاً تنموياً وطنياً مُخلصاً مُتقناً.. فكيف بمثلك يرحل! عدت إلى ذاكرتي.. أتذكر (حياة الحوار) وجدت نفسي وهي تتابع بسعادة البرنامج التلفزيوني(حوار الأجيال) الذي كنتِ تحلين ضيفة عليه بلغتك الشفافة الراقية الواضحة الواضحة, عدت إلى تغريداتك أقرأ.. وأتأمل بين ثنايا حروفك لعلي أُطمئِن شيئا من روحي التي تبعثرت ودمعي الذي تحجر.. فوجدت الأمل والحكمة والثقة بالله والرقي بين ثنايا حديثك يسمو, والسعادة والأمل والايمان كعطر الورد يُبهج. فزاد الحزن حزنا أن مثلك قد غادر.ربي أسألك باسمك الأعظم أن ترحم حياة وأن تسكنها الفردوس الأعلى, وأن تكرمها بكرمك فليس هناك أكرم منك. * من ومض حياة: اليوم فقط لن أستطيع أن أحاورك واستلهم منك فلسفتك في تلك الومضة وغيرها! فهكذا هي الحياة!