الموت حق على كل حي وهو سنة الحياة طال الزمان أو قصر ولكن البشرى للصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة، قالوا إن لله وإنا إليه راجعون، بكت القلوب فراق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز(رحمه الله) الذي تميز عهده بقفزات تنموية عديدة في مختلف المجالات، تمثلت فيها حكمته في تجنيب بلاده التأثيرات السلبية للعواصف السياسية والمشاكل التي خيمت على منطقة الشرق الأوسط إبان فترة حكمه. أما في الداخل فقد واصل دعم برامج التطوير في التعليم والزراعة والصناعة وتحلية مياه البحر والاقتصاد وشملت التنمية كافة المناطق والقطاعات وكان على قمة ذلك أعماله الخيرة في توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومن هذه الإنجازات ماتم في حقل التأمين الاجتماعي الذي حظي بدعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد (رحمة الله) والذي توج بصدور نظام التأمينات الاجتماعية والذي وفر الكثير من المزايا التأمينية للمشتركين في نظام التأمينات ولورثتهم ثم تلاه صدور نظام تبادل المنافع بين نظامي التقاعد المدني والعسكري ونظام التأمينات الاجتماعية والذي اتاح للمنتقلين من وظائف القطاع العام إلى القطاع الخاص أو العكس ضم خدماتهم في القطاعين. وإنجازات الفقيد في الداخل والخارج أكثر من أن تعد أو تحصى فله من الدعاء بأن يدخله الله فسيح جناته وان يجزيه عنا خير الجزاء، ولنا في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز خير العزاء وكامل الثقة بالنهوض بالمسؤولية وقيادة هذه البلاد إلى كل ما فيه خيرها وخير أهلها وعزها. وليس ذلك بغريب على أبناء الراحل المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) الذين تتالوا على قيادة هذه البلاد وتم على أيديهم بتوفيق من الله نهضتها وتطورها. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله ليسا غريبين على تحمل المسؤولية فقد توليا العديد من المناصب القيادية وشهد لهما الجميع بالحكمة والتواضع وحسن الإدارة، وكانا نعم السند لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد خلال فترة حكمه في قيادة بلادنا وتقدمها. والملك عبدالله أيده الله نهض بمسؤولية القيادة بعد اشتداد المرض على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد (رحمه الله) فأدى الأمانة ونصح للأمة، ولعل في الإشارة إلى ما قاله (حفظه الله) في أول خطبة له بعد توليه مقاليد الحكم « أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل، وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه اليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وان تعينوني على حمل الأمانة، وألا تبخلوا علي بالنصح والدعاء» ما يلخص المنطلقات التي ينطلق منها حكام هذه البلاد، لذلك نتوقع بإذن الله استمرار التقدم والتطور في كافة المجالات في بلادنا الحبيبة. رحم الله فقيدنا رحمة واسعة، ولخلفه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين نجدد العهد بالولاء والوفاء ونسأل الله أن يسدد على طريق الخير خطاهم وأن يحفظهم ذخراً وسنداً لهذه البلاد خاصة وللعرب والمسلمين عامة. ٭ محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية