تواصل حملة الحج عبادة وسلوك حضاري مسيرتها في حج هذا العام عامها السادس على التوالي حيث كرّست اكثر من 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتفعيل رؤية إمارة منطقة مكةالمكرمة الهادفة إلى تأكيد هذا المفهوم وقد قررت الحكومة السعودية تخفيض أعداد الحجاج لهذا العام بنسبة 20% لحجاج الخارج و50% لحجاج الداخل وذلك نظر للمشاريع التنموية المنفذة حاليا في المسجد الحرام والتي سوف تستمر لمدة ثلاث سنوات وذلك حفاظا على سلامة القادمين إلى مكةالمكرمة، وتسهيلا لتنفيذ تلك المشاريع في أوقاتها المحددة بما يضمن تقديم أرقى الخدمات للمسلمين وتأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة وامن وآمان. أكثر من 30 جهة تكرس إمكاناتها لتفعيل رؤية إمارة منطقة مكةالمكرمة مشاريع الحرم وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس، أن المسجد الحرام يشهد في هذه الأيام مشروعات جبارة وتوسعات تاريخية طموحة بفضل الله ومنه ثم بما يوليه ولاة الأمر حفظهم الله من اهتمام وعناية وجهود ورعاية جعلها الله في موازين أعمالهم الصالحة ويأتي في عقد جيد هذه المشروعات العملاقة وتاج فخارها توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية ومشروعه الرائد في رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف الذي يهدف إلى التيسير على الحجاج والمعتمرين في أداء شعيرة الطواف الذي سيحدث بعد انتهائه قفزة مهمة ونقلة نوعية في مستوى منظومة الخدمات التي تقدمها الدولة وفقها الله للمسجد الحرام وقاصديه الكرام. وأضاف أنه بناء على أن العمل في هذا المشروع العملاق لا زال جاريا على قدم وساق مما ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفين الأمر الذي قد يسبب ضررا على أمنهم وسلامتهم وخطراً على راحتهم وصحتهم لاسيما وقد تفرع عن هذا المشروع مشروع آخر مهم وهو الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة والذي سيأخذ حيزا كبيرا من المطاف وسيؤثر ضرورة في تقليص عدد الطائفين وقد كان المطاف قبل المشروع يتسع لقرابة 48 الف طائف في الساعة وفي أثناء المشروع إلى 22 ألف طائف في الساعة وبعد نهاية المشروع بحول الله سيستوعب 105 آلاف طائف في الساعة ولذلك فإن الضرورة الشرعية والمصلحة العامة المرعية تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل موقت واستثنائي حتى يتم الانتهاء من هذه المشروع العظيم وهو أمر لا بد من اتخاذه واللجوء إليه خلال فترة تنفيذ هذا المشروع المبارك؛ مراعاة لشدة الزحام خلال هذه الفترة الموقتة حيث يشهد المسجد الحرام ورشة عمل كبرى هذه الأيام في التوسعة والخدمات ومن هنا فإن الدعوة قائمه لإخواننا المسلمين إلى عدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة وإفساح المجال لإخوانهم الذين لم تتح لهم فرصة أداء المناسك حفاظا على ارواحهم وسلامتهم. وليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان وراحة واطمئنان. مطالب بإيقاف الحجاج غير النظاميين وطالب عدد من علماء المملكة بإيقاف الحجاج غير النظاميين مشيرين إلى أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" التي تدخل عامها السادس ستسهم في مواجهة المخالفات ومنع التجاوزات، مشيرين إلى أنها تأتي تأصيلا لمفهوم الحج النظامي دون سواه بالحصول على التصريح الرسمي للحج. وتشمل الحملة جانبين توعوي وتحذيري، يتمثل الأول في حملات تركز على الإحساس بمسؤولية الحاج والمعتمر وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته، والثانية، جانب تحذيري، بالالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وأن تأدية الشعيرة بدون بتصريح يعد تعديا على الحجاج وأهداف الحج. حجاج غير نظاميين يفترشون المشاعر المقدسة تكثيف نقاط التفتيش والفرز الأمنية وحيث أعلنت الجهات الحكومية المعنية بانها ستكثف نقاط التفتيش والفرز الأمنية نشاطها في جميع مداخل العاصمة المقدسة لمنع دخول حجاج الداخل الذين لا يحملون تصاريح الحج لهذا العام بالإضافة إلى ضبط مهربي الحجاج إلى المشاعر المقدسة. وكانت مواسم الحج الماضية شهدت دخول بعض الحجاج المخالفين مشياً على الأقدام بالالتفاف حول نقاط الفرز والتفتيش مما كان له أثره على بروز ظاهرة الافتراش في الحج خاصة وان الحجاج المخالفين وغير الحاصلين على تصاريح الحج لا يجدون مؤسسات تخدمهم كما لا يسكنون في مخيمات الحجاج في منى وعرفات مما يزيد من ظاهرة الافتراش في المشاعر المقدسة، ويعرض المخالفين لمخاطر صحية وأمنية. 1.4 مليون حاج غير نظامي العام الماضي وأكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في وقت سابق بان الزيادة في أعداد الحجاج المخالفين(غير النظاميين)، إلى أن العقوبة ليست واضحة ولم تطبق تطبيقاً كما يجب قائلا لا بد أن نوضح العقوبة ويجب أن نطبقها بصرامة وبدون مجاملات، وبدون عواطف، لأننا نواجه إساءة للحجاج النظاميين، إساءة لموسم الحج، إساءة لما تقدمه الدولة من خدمات، هناك دراسات تبنى عليها الخدمات التي تقدم للحجاج، ووجود هذا الكم الهائل من المخالفين يضع هذه الدراسات أو يهمشها في الحقيقة لأنها لم تعد صالحة، هناك مابين 1.300.000 إلى 1.400.000 حاج غير نظامي يشاركون الحجاج النظاميين في كل الخدمات التي ليس لهم حق فيها. حجاج مخالفون تم منعهم من الدخول إلى مكةالمكرمة وقال الأمير خالد الفيصل أنا أعتقد أن التوعية في المملكة جيدة منذ أن يدخل الحاج الأراضي السعودية، ولكن هذا لا يكفي لا بد أن تبدأ التوعية والثقافة للحجاج من بلادهم، إذا لم تكن هناك دورات تثقيفية وتوعوية للحاج من بلاده قبل وصوله إلى المملكة لن تفيدهم هذه الحملات داخل المملكة. وأضاف ان ومعظم الذين يحجون بدون تصريح ليسوا من حجاج الخارج، وإنما هم من حجاج الداخل، وهم من المقيمين في داخل المملكة، لأن حجاج الخارج كلهم يتبعون شركات تؤمن لهم السكن، مبينا سموه أن لجنة الحج المركزية تقوم في كل عام بدراسة التقارير الميدانية التي تعالج المشاكل في وقتها. وأشار إلى أن هناك دراسة لتسوير المشاعر المقدسة أُعلن عنها في مجلس الوزراء، وأمر بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ويقصد بها التحكم في مداخل المشاعر المقدسة، وهو جزء من أجزاء مواجهة الافتراش، ومواجهة الحج بدون تصريح، قائلاً: إذا استطعنا أن نتحكم في مداخل عرفات فسوف نقلل الفرصة للحجاج غير النظاميين. خالد الفيصل تخفيض حجاج الداخل إلى 104 آلاف حاج هذا العام فيما يؤكد وكيل وزارة الحج المساعد لشؤون الحجاج عبدالرحمن بن علي النفيعي التزام الوزارة بتخفيض عدد حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين بنسبة 50% لضمان سلامة وأداء حجاج بيت الله الحرام من المواطنين والمقيمين مناسكهم بكل يسر وسهولة. وأوضح أن عدد الشركات والمؤسسات المرخص لها نظاماً بتقديم خدمة حجاج الداخل 248 شركة ومؤسسة ويبلغ عدد الحجاج الذين يحق لهذه الشركات والمؤسسات خدمتهم وفق العدد المرخص لها حوالي 337500 حاج إلا انه والتزاماً بالتوجيهات التي تقضي بإعطاء الأولوية لحجاج الخارج فإن ما يخصص مساحة مشعر منى لحجاج الداخل لا تستوعب أكثر من 230 ألف حاج فقط وبناء على أعداد الحجاج من المواطنين والمقيمين في الموسم الماضي البالغة 208 آلاف حاج فإن العدد الذي يحق لتلك الشركات والمؤسسات خدمتهم هذا العام لن يتجاوز 104 آلاف حاج تماشياً من مقتضي التوجيه السامي بتخفيض أعداد حجاج الداخل 50%. الشيخ د. عبدالرحمن السديس عبدالرحمن النفيعي