تصدرالتهاب الشبكية الصبغي والسكري كمسببات للعمل دراسة تدعو إلى إنشاء عيادات ضعف البصر بمناطق المملكة، وكشفت دراسة صادرة عن عيادة ضعف البصر بجمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية اجرتها على عينة من 54 حالة ضعف بصر اشرف عليها استشاري ضعف البصر د. محمد سرفراز خان وعضو الهيئة العلمية للدورة السابعة للعناية بضعف البصر عن تصدر "التهاب الشبكية الصبغي " كأعلى نسب الأمراض المؤدية لضعف البصر حيث بلغت نسب الإصابة بالتهاب الشبكية الصبغي 31% من إجمالي مراجعي العيادة مؤخراً كما لوحظ تزايد أعداد المصابين بضعف البصر نتيجة اعتلال الشبكية بسبب السكري حيث ارتفعت الى المرتبة الثانية من الحالات المسببة لضعف البصر والعمى بعد ما كانت عليه في المرتبة الرابعة في السنوات السابقة واصبحت تمثل حاليا 20% من اجمالي المراجعين للعيادة مما يعطي مؤشراً لناقوس الخطر من الاضرار التي قد تنعكس من ارتفاع حالات السكري في المملكة الذي يصيب 30% من اجمالي سكان المملكة. الأمر الذي قد يفاقم عدد حالات العمى وضعف البصر في السنوات القادمة ما لم تتخذ إجراءات عاجلة وضرورية للتعامل مع هذا الوضع لاسيما وأن الدراسة اظهرت أن نحو 81% من الحالات فوق 16 عام وهي المرحلة العمرية التي تعول عليها التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات. وتفاوتت نسب أسباب ضعف البصر الأخرى ما بين ( ضمور العصب البصري، والمياه الزرقاء،واعتلال الشبكية لكبر السن، الألبينو، قصر النظر الشديد، مرض ستارجارد، الجلوكوما منذ الولادة، مرض بهجت، ضمور القرنية، الشذوذ الخلقي للعين،القرنية المخروطية،الانفصال الشبكي) كما اظهرت الدراسة إن التوزيع الجغرافي للمراجعين أن 70% منهم يقيمون في مدينة جدة و30% يقيمون خارج جدة ما يؤكد الحاجة إلى إنشاء عيادات تأهيل ضعاف البصر بمناطق المملكة الأخرى. فيما أظهرت الدراسة إن 87% استطاعوا الاستفادة من المعينات البصرية والوسائل والأجهزة التعويضية التي وصفت لهم للتعامل مع ضعف بصرهم، فيما لم يستطع 4% الاستفادة لتقدم إعاقاتهم البصرية، وتعذر فحص 9% بسبب الإعاقات الإضافية الشديدة المصاحبة لإعاقاتهم البصرية التي تنوعت ما بين الصمم والبكم والإعاقة الحركية والإعاقة الذهنية ومتلازمة بارديتبيدل وضعف السمع، الأمر الذي اكد أن الإعاقات الاضافية المصاحبة لضعف البصر تمثل تحدياً كبيراً في الفحص خصوصاً ممن لديهم إعاقة بصرية مصحوبة بإعاقة ذهنية وأن جميع أصحاب هذه الإعاقات الإضافية لا تتوفر لهم أي خدمات في الجمعية أو خارجها الأمر الذي يشكل عبئاً كبيراً على ذويهم والمجتمع في ظل انعدام الخدمات اللازمة لهم. من جهته أكد محمد توفيق بلو أمين عام الجمعية أنه قد تم اجراء استطلاع آراء العينة التي اجريت عليها الدراسة لقياس اثر فحوصات العيادة عليهم خصوصاً وان الدراسة اكدت على ان 100% من المستفيدين كانوا بحاجة لخدمات العيادة، وأن 74 % تم تحويلهم من مستشفيات ومراكز مغربي والاستشاريون لطب العيون و 16% من مستشفيات وعيادات طبية الأخرى و10 % تحويل داخلي من الجمعية. وأضاف "بلو" ان الجمعية بدأت في تأمين أنواع المعينات البصرية التي وصفت للمستفيدين وفق فحوصاتهم الإكلينيكية ما بين نظارات طبية وتلسكوب 4 إكس، وتلسكوب التلفزيون، والعدسات القاعدية، والعدسات القببية، واليدوية والفلاتر، فيما تم تأمين عدد من السي سي تي في الإلكترونية، فيما تنوعت الوسائل والأجهزة التعويضية ما بين الأقلام عريضة الريشة، والكشافات والبطاريات ومناظير الأحرف والكابات. مشيراً إلى أنه تم تحويل 29% للتأهيل على استخدام التلسكوب، و16% للتدريب على مهارات الحركة والتوجه، و11% للتدريب على الحاسب الآلي، فيما احتاجت 9% إلى التوجيه والإرشاد التربوي، بينما اتضحت الحاجة إلى تكثيف التدريب على مهارات الحياة اليومية لما نسبته 9%. ونوه "بلو" إلى ان التحدي الكبر لخدمة ضعف البصر في الوقت الراهن في المملكة هو الافتقار الى برامج اعادة التأهيل ومهارات الحياة اليومية لضعفاء البصر وذلك بحكم عدم وجود كوادر متخصصة والبرامج الاكاديمية التي تمهد لإعداد الكوادر، وغياب تام لدور القطاع الخاص في الاستثمار في هذه الخدمات الأمر الذي يجعها بطيئة التطور رغم ارتفاع عدد الحالات في المملكة.