قامت إدارة القوات الخاصة لأمن الطرق ببث رسائل إذاعية توعوية في الفترة الأخيرة، حثّت من خلالها مستخدمي الطرق السريعة إلى الابلاغ عن سائقي الشاحنات والباصات المتهورين - وما أكثرهم - في طرقاتنا، ولي في هذا الموضوع عدة وقفات. الأولى: أن بإمكان دوريات أمن الطرق معالجة هذه الظاهرة، والحد من تهور قائدي الشاحنات، دون اللجوء إلى بث مثل هذه الرسائل، فسائقو الشاحنات يمارسون تهورهم عيانا بيانا على الطرقات السريعة وغيرها، وأمام رجال ودوريات قوات أمن الطرق..!! المطلوب فقط الحزم وتطبيق النظام تجاههم. الثانية: جميع مستخدمي الطرق يعانون من تهور سائقي الشاحنات ومضايقاتهم، والتهديد والخطر الكبيرين اللذان يشكلانهما على أمن وسلامة الآخرين، ولكن، ما الذي بوسعهم فعله؟! هل المطلوب منا استيقاف قائد الشاحنة ونصحه مثلا..؟! أم يجب علينا إبلاغ دوريات أمن الطرق بذلك؟! أتوقع أننا في هذه الحالة سنظل على اتصال دائم بدوريات أمن الطرق، لكون الطرق من أولها إلى آخرها تمتلئ بالشاحنات وبمخالفاتها..!! الثالثة: من أبرز المخالفات التي تصدر عن قائدي الشاحنات، والتي تشكل خطرا على سلامة الطريق وسالكيه: السرعة العالية التي تسير بها هذه الشاحنات وكأنها في رال للسيارات..!!، كذلك عدم التقيد بالسير في الحارة المخصصة للشاحنات،حيث نجدهم يزاحمون السيارات الصغيرة في الحارات الوسطى واليسرى، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إهلاك طبقة الأسفلت بمعدلات سريعة،الأمر الذي يقلل من عمره الافتراضي، فضلا عن تهديد سلامة الآخرين. وآخر ما أحب إلى أن أنوّه عنه من مخالفاتهم هي السير بدون إضاءة خلفية أو جانبية، وكم من حوادث حصلت نتيجة لذلك. الوقفة الرابعة والأخيرة: هي اقتراح لسمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف - حفظه الله ورعاه -، بأن تربط إقامات سائقي الشاحنات بالمخالفات التي يتحصلون عليها، بحيث أن من يحصل على عدد معيّن من المخالفات المرورية يكون مصيره الإبعاد من الدولة، وهو مطبق في كثير من الدول، ولعل هذا أدعى لكي يتقيدوا بالنظام السائد في الدولة، ويكون فيه محافظة على أرواح البشر والممتلكات، لاسيما ونحن نرى أن تهورهم في ازدياد في ظل وجود ما يسمى بالتأمين الشامل. ختاماً أدعو الله بأن يحفظ هذه البلاد وأهلها من كل شر، وأن يطيل الله في عمر قائد مسيرتنا ونهضتنا خادم الحرمين الشريفين.