سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السنيورة تقدَّم المعزين في اليوم الثالث في السفارة السعودية: لن ننسى أياديه البيضاء وما قام به لتخفيف آلام الحرب في لبنان صلاة الغائب على روح الملك فهد في جميع مساجد لبنان
اقيمت أمس الجمعة في مساجد لبنان صلاة الغائب على روح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وقد أم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني المصلين في صلاة الغائب التي اقيمت في الجامع العمري الكبير في وسط بيروت في حضور رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وسفير المملكة عبدالعزيز خوجة واركان السفارة ونائب بيروت ورئيس جمعية المقاصد الاسلامية ورئيس المحكمة الشرعية السنية العليا ، ونائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الوزير السابق ورئيس بلدية بيروت وقائد شرطة بيروت وعدد من من الشخصيات والمصلين. وبعد اداء الصلاة، تحدث المفتي قباني الى وسائل الاعلام عن مزايا الراحل الكبير، فقال: «لقد كانت خسارة الأمة العربية والاسلامية بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى خسارة كبيرة حيث نذر حياته لأكثر من عشرين سنة في خدمة المملكة العربية السعودية وشعبها العربي المسلم الشقيق وخدمة الاسلام والمسلمين في العالم فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يرحمه رحمة واسعة وان يسكنه جنات النعيم وان ينزله فيها منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً، وفي نفس الوقت نسأل الله سبحانه وتعالى ن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وان يلهمه السداد والرشاد ليقوم بهذه الأعباء الكبيرة التي تنتظره في خدمة المملكة العربية السعودية وشعبها وخدمة العرب وخدمة الإسلام والمسلمين في العالم». وكان المفتي قباني قد أم المصلين في صلاة الجمعة بعد أن القى مدير الشؤون الدينية في دار الفتوى الشيخ امين الكردي خطبة الجمعة تحت عنوان: «كنتم خير أمة اخرجت للناس» تحدث فيها عن صفات المسلم والانفتاح على الآخر والالتزام بقواعد ومبادئ الإسلام داعياً الى قاعدة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً على وحدة الصف الإسلامي لمواجهة الفساد في المجتمع، داعياً في ختام الخطبة بالرحمة والمغفرة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز». والى السفارة السعودية في بيروت توجه الرئيس السنيورة لتقديم التعازي الى السفير السعودي عبدالعزيز خوجة بوفاة الملك فهد. وادلى الرئيس السنيورة بعد التعزية، بتصريح قال فيه، انها خسارة كبيرة اصابت الامة العربية والإسلامية. لكن لا يسعني الا ان نذكر في هذه المناسبة بأن هذا الرجل العظيم الذي استطاع ان يفعل الكثير، ليس فقط للمملكة العربية السعودية، بل لجميع الاقطار العربية والإسلامية، ونحن في لبنان لن ننسى اياديه البيضاء وما قام به من جهود على شتى الصعد، فعل الكثير، خصوصاً اثناء الاجتياح الاسرائيلي في تخفيف آلام الحرب التي نالت من لبنان والجهد الكبير الذي قام به في التحضير لمؤتمر الطائف ، والذي أنهى الحرب اللبنانية. اضاف، وفي عهده قدم كل الدعم للبنان، خصوصاً مؤتمر باريس الذي ساهمت فيه المملكة العربية السعودية. وختم قائلاً: نذكره ونذكر محاسنه، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يسكنه فسيح جناته ويعوض الامة العربية والإسلامية بخلفه الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سوف يتابع المسيرة نفسها التي خاضها المغفور له الملك فهد ويوفقه في مهامه الكبيرة». وتوافد الى السفارة السعودية، في اليوم الثالث والأخير للتعزية أمس، شخصيات نيابية وسياسية وحشد من الفنانين وشخصيات اجتماعية وثقافية. ودوّن المعزون في سجل التعازي كلمات تشيد بمزايا الراحل الكبير ودعمه ومحبته للبنان. الى ذلك أعلنت دار الافتاء والاوقاف الاسلامية في مدينة صيدا اللبنانية الحداد ثلاثة أيام على وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله). وأصدر علماء مدينة صيدا بيانا أكدوا فيه أن المصاب الجلل بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز هو مصاب اسلامي وعربي وخسارة للعالم ولكل محب للخير والسلام والعدالة نظرا للدور الكبير الذي كان يقوم به بصدق واخلاص وحنكة وكفاءة نادرة في تطوير مؤسسات المملكة ما جعله رائدا لنهضة المملكة العربية السعودية الحديثة وصاحب الايادي البيضاء والمواقف الوطنية والقومية والداعم للحقوق العربية والاسلامية في كل أصقاع الارض . وجاء في البيان الذي تلاه باسم علماء صيدا مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين « لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عظيما ومخلصا للقرآن الكريم ولعل من ابرز اهتمامه بالقرآن انشاء أكبر مجمع في العالم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة والذي يعد الوحيد من نوعه في العالم الذي أنشىء للعناية بالقرآن وترجمة معانيه وتحقيق كتب السنة وتوزيعها داخل المملكة وخارجها لسد حاجات المسلمين ونشرها في أصقاع المعمورة». واضاف البيان «ان من أبرز مآثره رحمه الله تعالى توسعة الحرمين الشريفين بما لم يسبق له مثيل في التاريخ من حيث المساحة وروعة التصميم والعناية بضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين فضلا عما قام به من توسعة شاملة للمساجد التاريخية في المشاعر المقدسة». وختم البيان يقول «لن ينسى الشعب اللبناني الوفي ما للفقيد الكبير من اياد بيضاء ورعاية حكيمة لمؤتمر الطائف الذي أرسى دعائم السلم الاهلي والوحدة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد.. وان شعب لبنان يفقد اليوم صديقا عزيزا بذل الجهد وساعد لاخراج هذا الوطن من دماره الى عمرانه ومن تمزقه الى وحدته ووفاقه.. تغمد الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بسابغ رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته».