لم تعد المعلومات التي تحرج المؤسسات، من المحظورات الممنوع تداولها جماهيريا، فقد انتفض الزمن على نفسه وأحدث ضجيجا نافعا، والعاقل من لا يجعل الزمن خصمه، فتقنية النشر الفاضحة تحدت الانسان ومكره وتحفظه بعقل الانسان، فالمعلومات تسير بأرجل سريعة وتطير بأجنحة محلقة تحركها كبسة زر.. الحفاظ على المعلومات اليوم يكمن فقط بسلامتها ونظافتها، أما غير ذلك فكل شيء معلوم معلوم معلوم. المعلومات المحلقة أفادت "حسب نشر بعض الصحف المحلية" إن ديوان المراقبة وجه خطابا لمدير جامعة طيبة، رصد فيه تجاوزات مالية وادارية، ربما لم تكن مقصودة ولكنها حدثت!! حسب الخطاب المنشور في بعض الصحف المحلية: ان الجامعة صرفت 10 ملايين ريال لاعضاء هيئة التدريس الاجانب بدون أن يستند الصرف على عكاز نظامي، واخفت 664 وظيفة من الوجود الوطني أي منعت الاعلان عنها حتى يتنافس عليها من يحملون بطاقة احوال سعودية، ونقش خطاب ديوان المراقبة بحروف عربية واضحة ومفهومه للقراءة بان في الجامعة 48 من اعضاء التدريس الاجانب الذين انتهت صلاحية اعمارهم للعمل عشر سنوات، وصرخ خطاب ديوان المراقبة في الآذان التي لا تريد سماعه: أن 41 وظيفة يعمل بها أجانب على بند التعليم الموازي يفترض ان يشغلها سعوديون. هذه المعلومات ليست سلبية ولكنها ايجابية تماما، فهي تحكي عن مهنية ديوان المراقبة العامة وحرصه على رصد التجاوزات ومواجهة مرتكبيها بحقيقتها، هذا من جانب، ومن جانب آخر تدلنا مباشرة على الاسباب الواقعية التي وقفت عائقا بوجه عملية سعودة الوظائف العامة منذ أكثر من عشرين عاما، فوجود الحاجة للأجنبي كل هذه السنوات، دليل واضح على عدم وجود خطة عملية لتأهيل الشباب السعودي، فلو ان الجهات المعنية بالتوظيف سواء في الجامعات أو غيرها وضعت لها خطة عملية مرتبطة بزمان محدد لما كانت هناك حاجة لغير السعوديين. بعض اعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية لا يوجد له انجاز إلا منع الشباب السعودي المؤهل من العمل في الجامعات، ولهذا السبب يجب على وزارة التعليم العالي أن تمنع بعض كوادر الجامعات من صلاحية الاختيار خاصة الذين لا توجد لديهم ميزة أكاديمية إلا ورقة عادلتها لهم وزارة التعليم العالي منذ أكثر من ثلاثين عاما وما تلاها افلاس وفقر، فتفرغ لاعاقة التحول الوطني في الجامعات لمعالجة فشله العلمي، ولو كان جميع اعضاء هيئة التدريس الذين تخرجوا من امريكا واوربا منذ ثلاثين عاما وما أتى على أثرها من سنوات مؤهلين علميا، هل بقينا دولة في العالم الثالث إلى الآن؟، فالعلم ضالة من وجدها فهو أحق بها، والوطنية انتماء ورسالة، إن غابا عن الجامعات هل نبحث عنهما في الحراج.