اتفقت الكوريتان الشمالية والجنوبية امس على جولة جديدة من المباحثات حول مجمع كايسونغ الصناعي المشترك المغلق بعد ان عرضت بيونغ يانغ مقترحات لاعادة فتحه. واتى الاتفاق بعد ساعات على اعلان سيؤل بأنه ستبدأ بدفع تعويضات للشركات الكورية الجنوبية التي توقفت انشطتها في كايسونغ منذ نيسان/ابريل. ويوحي هذا القرار بان حكومة كوريا الجنوبية لم تعد تؤمن باعادة فتح المجمع ولا سيما بعد فشل عدة اجتماعات عقدها مسؤولون من البلدين حول هذا الشأن. وعقدت ست جولات من المباحثات لاعادة النشاطات في المجمع باءت كلها بالفشل وحذرت كوريا الجنوبية الاحد من ان صبرها بدأ ينفد. ونقطة الخلاف الرئيسية هي اصرار الجنوب على ان يقدم الشمال ضمانات ملزمة تفيد بأنه لن يغلق كايسونغ من جانب واحد في المستقبل في حال اعيد فتحه. ومنعت بيونغ يانغ دخول كوريا الجنوبية الى المجمع في نيسان/ابريل في حين بلغ التوتر في شبه الجزيرة الكورية ذروته وسحبت بعدها قوتها العاملة وقوامها 53 الف عنصر. وفي ما سمته "خطوة جريئة" اصدرت اللجنة الشمالية لاعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية سلميا بيانا امس وعدت فيه بالسماح بالوصول الى المجمع وقدمت ضمانات بتأمين في المستقبل سلامة كافة العاملين الكوريين الجنوبيين فيه. وقال ايضا ان على الكوريتين ضمان نشاطات طبيعية في المجمع وبانها "لن تتأثر مستقبلا بأي وضع في أي حال من الاحوال". ومن غير المؤكد ان ترضي هذه الخطوة كوريا الجنوبية، لكن سيؤل وافقت على اقتراح اللجنة باجراء جولة سابعة من المباحثات في 14 اب/اغسطس. وقال الناطق باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية كيم هيونغ سوك "نقبل اقتراح الشمال عقد لقاء سينظم في 14 آب/اغسطس". واضاف "نامل في ان يساهم اللقاء في تسوية مسألة مجمع كايسونغ واتخاذ تدابير للتحقق من عودة النشاط الطبيعي فيه وتطويره مستقبلا". واقيم المجمع في اطار "دبلوماسية شعاع الشمس" التي اتبعتها كوريا الجنوبية بين 1998 و2008 بهدف تشجيع الاتصالات بين الكوريتين اللتين لا تزالان عمليا في حالة حرب لان الحرب الكورية (1950-1953) انتهت بتوقيع هدنة وليس معاهدة سلام. ويعتبر الموقع اساسيا بالنسبة لاقتصاد كوريا الشمالية اذ يؤمن لها مصدر عملات اجنبية ويوظف 53 الفا من مواطنيها. وقد خسرت الشركات الكورية الجنوبية اكثر من مليار دولار خلال اربعة اشهر بسبب اغلاقه. وقامت بيونغ يانغ باغلاق كايسونغ من طرف واحد في نيسان/ابريل بعد اسابيع من التوتر الشديد في المنطقة على اثر تجربة نووية ثالثة اجرتها كوريا الشمالية وما تلاه من عقوبات دولية جديدة فرضت عليها. وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن اغلاق المجمع، ففي حين تؤكد بيونغ يانغ انها ارغمت على اتخاذ هذا الاجراء بسبب اعمال كوريا الجنوبية العدائية وخصوصا المناورات العسكرية المشتركة مع الولاياتالمتحدة. ورفض بيان اللجنة امس تحمل اي مسؤولية مباشرة لتعليق العمليات في مجمع كايسونغ وشدد على ان تكرار هذا الامر يقع على عاتق "الشمال والجنوب". وقال المحلل شو بونغ هيون لدى اي بي كاي ايكونوميك ريسرتش انستيتيوت "يلقي (البيان) المسؤولية على الكوريتين" مؤكدا انه لا يقدم الضمانات التي تطالب بها سيؤل. واضاف "كيفية تذليل الخلافات في هذا الخصوص ستكون نقطة محورية في المباحثات. ارى معركة صعبة تلوح في الافق". وقد تظاهر حوالى 500 كوري جنوبي بينهم العديد من الصناعيين اصحاب المشاغل في موقع كايسونغ قبل ظهر امس قرب الحدود مع كوريا الشمالية للمطالبة باستئناف النشاط في الموقع الصناعي. واعلنت سيؤل الاربعاء تسديد تعويضات بقيمة 250 مليون دولار (188 مليون يورو) الى الشركات الكورية الجنوبية ال123 العاملة في مجمع كايسونغ الواقع على مسافة 10 كلم من الحدود.