قامت "سيمنس"، الشركة العالمية المتخصصة في مجال الهندسة الإلكترونية والكهربائية، والعاملة في قطاعات الطاقة والبنى التحتية والصناعة والرعاية الصحية، بتوقيع عقد قيمته 966.8 مليون دولار مع شركة أرامكو السعودية، لتوفير المكونات الرئيسة لبناء محطة ضخمة لإنتاج الطاقة تعمل بنظام الدورة المدمجة. وقد تم تصميم المحطة لتوفر الطاقة الكهربائية لمدينة جازان الصناعية، بما في ذلك مصفاة جازان، والتي سيتم تزويدها أيضاً بالطاقة البخارية من عمليات المحطة. هذا وسيتم استخدام المخلّفات الغازية الناتجة عن عمليات الإنتاج الخاصة بالمصفاة في تزويد المحطة بالوقود، مما سيسهم بشكل كبير في ترشيد استهلاك مصادر الطاقة في المملكة. وستولد المحطة طاقة كهربائية بقدرة 4 آلاف ميغاواط، لتغدو بذلك أكبر محطة في العالم لتوليد الكهرباء باستخدام الغاز. وفي تعليق له على الموضوع، قال الدكتور مايكل زوس، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي العالمي لقطاع الطاقة في شركة "سيمنس أيه جي": "إننا لا ننظر إلى هذه الصفقة كأكبر طلبية تتلقاها 'سيمنس‘ من شركة أرامكو السعودية فحسب، بل نراها علامةً بارزة في تعاوننا المشترك مع أكبر شركة نفطية في العالم، كما تُعدّ دليلاً على نجاح استراتيجيتنا الإقليمية." ويغطّي العقد الذي تم إبرامه، توريد 10 توربينات غازية تم تصنيعها خصيصاً لتستخدم الغازات الصناعية والديزل كوقود، على أن يتم تصنيع ستة توربينات منها محليًا في المملكة، كما يشتمل العقد على توريد خمسة توربينات بخارية و15 مولداً، إلى جانب 10 مولدات بخارية من طراز "SGT6-5000F" والتي تعمل بالاسترجاع الحراري. هذا ويبلغ مجموع عدد الساعات التشغيلية لتوربينات الغاز من طراز "SGT6-5000F"، والتي توفرها "سيمنس" لمنشأة جازان، أكثر من تسعة ملايين ساعة عمل عالميًا، محققةً درجات عالية من الموثوقية، كما أثبتت مدى استدامتها في استخدام الغاز المُصنّع. من جانبه، صرح نبيل الدبل، العضو المنتدب لشركة "أرامكو فيما وراء البحار": "تمثّل محطات توليد الطاقة مدمجة الدورة ذات الكفاءة العالية الجديدة هذه، جزءاً مهمًّا من مشروعنا الحيوي في المنطقة الاقتصادية في جازان، والذي يتطلب تقنيات موثوقة وذات كفاءة عالية، ونتطلع قُدماً للعمل مع شركة 'سيمنس‘ على هذا المشروع الاستراتيجي." وأضاف الدكتور زوس: "ستقدم تقنياتنا التي أثبتت درجة عالية من الفاعلية والمرونة، المزيد من الدعم لمخططات المملكة الطموحة لتطوير قطاع الصناعة والاقتصاد السعودي." وتُعدّ المملكة، والتي تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، أكبر اقتصاديات منطقة الخليج العربي، وأبرز سوق متنامية لإنتاج الطاقة بكفاءة عالية باستخدام الوقود الأحفوري. هذا ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان المملكة من نحو 28 مليون نسمة حالياً إلى حوالي 34 مليون نسمة في العام 2020. وبُغية تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، والذي يرتفع بنسبة 6% سنوياً تقريباً، يتوجب مضاعفة قدرة المملكة على إنتاج الطاقة كأقل تقدير، خلال السنوات العشر المقبلة، لترتفع من 67 غيغاواط في العام 2012 إلى ما يعادل 140 غيغاواط في العام 2020، وفقاً للتقديرات. وتستثمر "سيمنس" في نمو السوق السعودية من خلال إنشاء مصنع في الدمام لتصنيع التوربينات الغازية والمعدّات ذات الصلة، بُغية تلبية احتياجات المملكة لهذه المعدّات، حيث سيتم تصنيع ستة من أصل عشرة توربينات غازية تضمّنها العقد في هذه المنشأة الجديدة. وتتألف محطة جازان لتوليد الطاقة من خمس وحدات، على أن يتم تفعيل أول وحدتين لتوليد الكهرباء خلال فصل الربيع من العام 2016، فيما سيتم تفعيل الوحدات الأخرى في ربيع العام 2017، وسيتم تفعيل المحطات المتبقية على مراحل وبفاصل زمني مدته بضعة أشهر.