الاسبوع الماضي صرح بعض الاشخاص بان النفط الصخري يهدد الاقتصاد السعودي، والمقصود به ايرادات النفط السعودي التي تمثل 89% من اجمالي الايرادات الحكومية، وهذا بالتأكيد غير صحيح. فليسوا أعلم وأوسع نظرة من شركة ارامكو ووزارة البترول اللتين هما اكثر خبرة منهم، ولديهما الاقتصاديون وغيرهم، ويدرسان عوامل البيئة الداخلية والخارجية التي تؤثر على صناعة النفط اما لاغتنام الفرص او لتجنب المخاطر. وأوضح في جانب الطلب، ان واردات امريكا النفطية ارتفعت من قاعة 5 ملايين برميل في 1983 الى 13.7 مليون برميل يوميا في 2005 اي بزيادة قدرها 172%، ثم بدأت تتراجع الى 10.6 ملايين برميل يوميا في 2012 أي بنسبة 23% ومازالت وارداتها في شهر يوليو الماضي فوق 8.2 ملايين برميل يوميا. وقد احتلت صادرات السعودية الى امريكا المركز الثاني عالميا بارتفاعها من 33.3 مليون في ابريل الى 44.6 مليون برميل في مايو الماضي، بينما انخفضت وارداتها من كندا اول مصدر لها الى 88 من 95 مليون برميل خلال نفس الفترة وكذلك ثالث دولة مصدرها المكسيك من 29 الى 27.4 مليون برميل (ادارة معلومات الطاقة الامريكية). أما في جانب العرض، فقد وصل الانتاج الامريكي الى قمته (9.6 ملايين برميل يوميا) في 1970، ثم تراجع بنسبة 48% في 2008، ولكنه عاد للصعود بعد ذلك بنسبة 46% (7.3 ملايين برميل يوميا) في 2013، لاحظ ان هذا الانتاج مازال اقل من معدله التاريخي في 1970. كما بلغ احتياطيها النفطي التقليدي المثبت 26,544 مليون برميل ومن النفط الصخري المثبت 58 مليار برميل في 2012. وحاليا تنتج من النفط الصخري ما يقرب من 900 الف برميل يوميا وقد يصل الى 5 ملايين برميل يوميا بحلول 2017، بناء على دراسة ليوناردو ماوجيري من هارفارد في 2 يوليو 2013، مما يرفع إجمالي إنتاجها إلى 10.4 ملايين برميل يوميا، تحت فرضية تراجع الاسعار من 85 دولارا في 2013 الى 65 دولارا في 2017 وتراجع التكلفة 8% سنويا. ان فهمنا لطبيعة النفط الصخري يجعلنا ندرك ان عمر البئر لا يزيد على بضع سنوات، ويتناقص انتاجها بنسبة 50% تقريبا في اول سنة ثم 15% لكل سنة، مما يتطلب استمرارية عملية التكسير من آبار جديدة، ناهيك عن تكلفته المرتفعة (60 - 90 دولارا للبرميل) مقارنة بتكلفة النفط التقليدي (4-15 دولارا للبرميل) وكذلك اضراره البيئية. وهذا يجعلنا ننظر الى النفط الصخري بأنه مجرد فقاعة سوف تنفجر في أي لحظة عندما تنخفض اسعار النفط العالمية الى مستوى 80 دولارا. كما أوضحت صحيفة وول ستريت جورنال في 1 اغسطس 2013، بعنوان "ارباح الازدهار الصخري يتجاوز الشركات الكبيرة" ان شركات النفط العملاقة حققت خسارة كبيرة في الربع الثاني من هذا العام، حيث أكدت شركة شل ان قيمة ممتلكاتها من النفط الصخري بلغت 2.07 مليار دولار أقل من ما حددته سابقا. هذا عرضها الى خسارة في الربع الثاني بنسبة 60٪ عن العام السابق، وقالت انها تفكر في بيع بعض ممتلكاتها من النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. أما إكسون موبيل، فلا زالت تشعر بآثار استثماراتها في الغاز الصخري في 2010، عندما تراجعت اسعار الغاز الطبيعي الى مستويات متدنية جدا، أسهمت في ارتفاع نفقاتها وتراجع إنتاجها النفطي والغازي لتخسر 57% من أرباحها الربعية في (ايرفينغ، تكساس)، و 23% من ربحية البرميل الواحد من النفط والغاز عن العام السابق. فقياسا على ان تدني اسعار الغاز الطبيعي أدى الى عدم ربحية الغاز الصخري بنسبة شركات الكبرى، فان تدني اسعار النفط التقليدي سيؤدي الى عدم ربحية النفط الصخري ايضا. وانصح هؤلاء الاشخاص بقراءة ما كتبه كريستوفر هيلمان من مجلة فوربس "لماذا طفرة النفط الصخري الامريكية قد تنتهي اسرع مما تعتقد" في 13-6-2013.