لاحول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإن إليه راجعون. هذا هو الأجل المقدر من الخالق سبحانه وتعال. التحقت مع هذا الزميل في الدراسة في مرحلة الشهادة الابتدائية بمحافظة الحريق، وهي أول مدرسة في الحريق نظامية هي المدرسة الاولى بالحريق. فُتحت بأمر من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أنار الله ضريحه، وتولى إدارتها إبّان دراستي بها كل من الأستاذ الحازم إبراهيم بن محمد المهنا، ثم الأستاذ القدير والمربي الحريص أحمد بن مسلم آل مرشد جُزيا عنا خير الجزاء. إن هذا الزميل عرفناه بالذكاء، والفطنة، والصراحة، وسرعة البديهة، ويقظة الفكر محترماً غيره، لماحاً لا يغيب عنه أمر. كريم النفس، واليد، والخلق ولا يُستغرب منه ما يُبذل، وما يُعني فهو من قبيلة كريمة وعريقة في محافظة الحريق هم الهزازنة. وكان يدعو الزملاء صغار السن وهم في سنه في ضيافة أهله، وفي مزرعة والده المعلومة والمشهورة في محافظة الحريق، وكنت وزملائي نلتقي بأبيه، ويستقبلنا ببشاشة وتواضع وصدر رحب، وكرم. وكان يداعبنا كثيراً بعبارات طيبة طابعها الاحترام والتقدير للاخرين فلا يجامل أحداً، صريحاً في قوله، وفعله، فهو كريم يلاطف العاملين لديه ويبذل لهم الهدايا الثمينة عندما لا يفهمون ملاطفته. تولى الأب مناصب مهمة في خدمة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وكان رمزاً في أعماله وفي مسقط رأسه. شجاعا فى رأيه صريحا امام اصحاب الجاه والقادة. إن الزميل الذي افتقدته محافظة الحريق مساء يوم الخميس الموافق 3/9/1434ه حسب تقويم أم القرى. دفن فى مسقط رأسه في مقبرة ال سبيت بمحافظة الحريق. عزف الزميل عن المناصب، ولم يواصل تعليماً؛ بعد حصوله على الشهادة الابتدائية من مدرسة الحريق الأولى عام 1377ه لعدم وجود مدرسة متوسطة بالحريق أو حوطة بني تميم؛ بالرغم من أن من زملائه من التحق بوزارة المعارف معلما، وغيرها من الجهات الحكومية، وبعضهم واصل تعليمه، ولعل من الأسباب التي جعلته لم يسلك مسالك زملائه فيما ذكرت اهتمامه وعشقه الزراعة؛ حيث توفي أبوه فقام على مزرعة أبيه المسماة (البزيعية) المشهورة بكثرة نخيلها، وجودة أرضها وتوفر مياهها. أنه ثبت لا يخطئ هدفاً في الرماية. إن زميلي هو راشد بن عبدالله بن راشد الهزاني. أكرر عزائي فيه يرحمه الله لقبيلة الهزازنة في محافظة الحريق، ومركز نعام، وفي الأفلاج، وفي الرياض، وفي الأحساء، وفي الحجاز، ولولده عبدالعزيز، وابنته، ولابن اخته سمو الامير عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل، وأسأل الله لي وله ولوالدي ولوالديه وعموم المسلمين المغفرة والرحمة، والنجاة من النار.