تكثف بسطات أسواق الأحساء الشعبية من تواجدها خلال هذه الأيام مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، وهي الفترة التي تشهد تدفق أعداد كبيرة من المتسوقين عليها لشراء ملابس وحاجيات العيد. ولم تكتفي هذه البسطات على تواجدها في أسواق الأيام الأسبوعية المعروفة على مدار العام، ولكنها بدأت تظهر في مواقع وأيام جديدة، وصار ظهورها على فترتين نهارية وليلة (لتتناسب مع أجواء رمضان)، ورغبة منها في اقتناص جزء من المتسوقين الذين وجدوا في هذه الأسواق مكاناً رحباً للتسوق لما تتمتع به من أسعار تنافسية حيث يلمس المتسوق الفارق الكبير في السعر بينها وبين محلات المجمعات التجارية. ويعد سوق العصاري المتواجد في مكان سوق الأربعاء أحد أكثر الأسواق خلال شهر رمضان المبارك تتوفر فيه هذه البسطات، حيث أنه ورغم أن الطابع لهذا السوق هو بيع الخضار والفاكهة، إلا أنه يضم أعداداً كبيرة من تلك البسطات المتنوعة في المعروضات بين الملابس والشماغات، وبيع الأحذية والإكسسوارات والمسكرات وحلويات العيد، ويحرص الباعة على عرض بضاعتهم بطريقة منظمة وجاذبة، في حين تسود البساطة البعض الآخر، إلا أن هذه الأسواق وفي ظل ارتفاع أسعار السلع المختلفة ورغبة الكثير البحث عن أسعار تنافسية ومنخفضة، فهي تشهد تزايد المتسوقين في هذه الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، وهذه الظاهرة لم تخفى على العمالة الوافدة التي تعزف عن الشراء من المجمعات والمحلات واختارت هذه الأسواق لشراء حاجياتها أو حتى هدايا التي تأخذها معها في حال سفرها إلى بلدانها. وافد يشتري محفظة جديدة حبيب المحمد التقيناه أمام أحد البسطات يختار ملابس العيد، وأكد أنه اعتاد في كل عام شراء ملابس العيد من بسطات سوق العصاري في المبرز، مبرراً كلامه بأنها توفر كل ما يحتاجه وأسعارها مناسبة جداً، فيما يرى علي البراهيم في هذه الأسواق مساهمة واضحة في خفض الأسعار من خلال تقديم أسعار منخفضة وتناسب أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، ما يشكل ضغط على أصحاب المحلات والمجمعات لخفض أسعارهم. ويبرر أحد الباعة (فضل عدم ذكر اسمه) انخفاض أسعارهم مقارنة بأصحاب المحلات إلى أنهم غير ملتزمين بدفع إيجار ما يمكنهم من خفض الأسعار وبالتالي كسب المزيد من الزبائن، فيما يؤكد بائع أحذية إلى أن نوعية الأشياء المعروضة في بسطات الأسواق الشعبية لا تقل جودة عن تلك الموجودة في المحلات إلا أن البعض يفضل المحلات عليهم وذلك من باب التشكيك في جودة ما نعرضه. متسوقان يختاران طاقية العيد ومن الجدير ذكره أن الأسواق الشعبية اليومية أو الموسمية المنتشرة في مدن وقرى الأحساء تعد أحد العناصر السياحية الجاذبة التي عرفت بها الأحساء منذ القدم، فيؤم هذه الأسواق السياح والزوار من مختلف الجنسيات رجالاً ونساءً، وتناول المؤرخون وكتاب الرحلات هذه الأسواق في كتاباتهم عقب زيارتهم للأحساء قديماً أو حديثاً، ما يدلل على الأهمية السياحية والاقتصادية والتجارية وحتى الثقافية لهذه الأسواق، وتحظى هذه الأسواق كذلك باهتمام كبير من أمانة الأحساء التي تشرف عليها من حيث القيام بالرقابة اليومية عليها من خلال تواجد مشرفين تابعين لها، وتوفير مواقع مناسبة لها، وتوفر متطلبات النظافة المستمرة، بدوره يولي فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالأحساء هذه الأسواق قدراً كبيراً من الأهمية من خلال التعريف بها ووضعها في الكتيبات والخرائط التي تصدر من الفرع، وكذلك يقوم المرشدين السياحيين المرخصين من الفرع بأخذ السياح والأشخاص الرسميين في زيارة لهذه الأسواق على مدار العام، مما يعزز الحركة السياحية في المحافظة. بائع يعرض المكسرات متسوق يتفحص حذاء العيد شابان يشتريان اكسسوارات العيد