شارك عدد من طلاب وطالبات الجامعات في الدورة التدريبية للبرنامج الصيفي التي نظمها مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار، منوهين بمبادرات الهيئة في المحافظة على التراث العمراني وتطويره، وقالوا إن اهتمام الهيئة بالتراث العمراني ودعمها المباشر له يشكل حافزاً كبيراً لهم للإقبال على دراسته بشكل علمي يعين على فهم العمارة بعناصرها ومفرداتها المختلفة، مضيفين أن العمارة لم تكن عبارة عن جدران وأسقف كما يرى كثيرون، بقدر ما هي مبنى له وظائف وعناصر رئيسة يجب توافرها ليجسد الهوية الوطنية ويعكس تاريخ وحضارة هذه الأمة وريادتها عبر الحقب المختلفة. وقال الطالب محمد إبراهيم العربي، قسم الهندسة المعمارية والتصميم الرقمي بجامعة دار العلوم، إن الدورة التدريبية أضافت لنا كثيراً من المعلومات، سواء خلال المحاضرات التثقيفية أو الزيارات الميدانية، التي شملت المتحف الوطني، وحي سمحان بالدرعية، ومحافظة الغاط، ولا يسعنا إلا أن نرفع شكرنا وتقديرنا لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، على تنظيم الهيئة لهذه الدورة، وليس غريبا على سموه، الذي تحدث في المناسبات المختلفة عن تطوير الآثار والمباني التراثية والاستفادة منها في مجالات الحياة المختلفة، مما شكل لنا دافعاً قوياً للاهتمام بهذا التراث والعمل على تطويره عبر البحث العلمي والمنهج المدروس. وثمن الطالب عبدالرحمن الهمامي، من كلية السياحة والآثار، قسم إدارة موارد التراث، بجامعة الملك سعود، ما قدمته لهم الدورة من معلومات عن التراث العمراني الوطني عبر المحاضرات والزيارات الميدانية، وقال تعلمنا طرق الرفع المعماري والفراغات في المبنى، وقمنا بالتطبيق العملي لما درسناه في الجامعة من محاضرات نظرية، ويرى أن الدورة القادمة يجب أن تفصل الطلاب المتخصصين في التراث العمراني من طلاب الهندسة، ليدرس طلاب التراث دورة في الهندسة، ويتلقى طلاب الهندسة دورة في التراث العمراني مما يشكل إضافة كبيرة للفئتين. كما أشاد عبدالله الدريهم، الطالب بجامعة الملك سعود، كلية العمارة والتخطيط، بالدورة وما تم فيها وقال لم تكن لدينا خلفية كافية عن الترميم قبل مشاركتنا في الدورة، ولكن تعلمنا من التطبيقات العملية التي قدمتها الدورة كثيراً عن وسائل وأساليب هذا الفن المعماري. وقالت أفنان الأحمدي، الطالبة بجامعة دار العلوم الرياض، الدفعة الثالثة، قسم الهندسة المعمارية، أشكر مركز التراث العمراني بالهيئة على تنظيم هذه الدورة التي أتاحت لنا زيارة عدد من مواقع التراث العمراني والاستفادة من البرامج التدريبية والمحاضرات التثقيفية ذات الصلة بالتراث العمراني، وأضافت: قمنا خلال الدورة بالرفع المعماري، وبعض الأعمال التطبيقية مثل البناء بالطين الذي لم ندرسه في الجامعة، كما تمكنا من الوقوف على تجربة الهيئة الرائعة في ترميم المشروعات التراثية وجهودها في تطويرها والمحافظة التراث الوطني. كما أشادت الطالبة فاطمة الصقعبي، السنة الثالثة، هندسة معمارية بجامعة دار العلوم بالدورة وقالت شكراً لا تكفي لسمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة على اهتمامه بالتراث العمراني، ورفعه شعار تراثنا من الاندثار إلى الازدهار، وقالت إن الدورة مكنتها من التعرف على عناصر معمارية كثيرة، وطرز ونماذج مختلفة من العمارة من خلال المحاضرات، وفي التجارب والتطبيق العملي تعلمنا كيف نبني بالطوب والطين، وزرنا ميدانياً المتحف الوطني وحي طريف وحي سمحان بالدرعية، ولفت انتباهي اهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار بحي سمحان وعمليات الترميم التي تجرى حالياً فيه، مما يدل على نجاحها في اختيار الشركة المقاولة، وفي حي طريف أيضاً اطلعنا على المخطط الرائع وما شاهدناه والتمسناه فيه أنه سيكون موقعاً تراثياً للسياح داخل المملكة وخارجها، وأضافت كما زرنا محافظة الغاط، ووقفنا على المشروعات الترميمية التي تجرى هناك وهذا أفادنا كثيراً، فضلاً عن أن زيارة الغاط أتاحت لنا معرفة العلاقة الجيولوجية بالمنطقة وملاءمة ذلك مع وظائف العمارة الوطنية ودورها الحضاري، مضيفة أنها اكتشفت خلال الدورة أن تراث أجدادنا يمتاز بذكاء كبير في تطويع عناصر البيئة والاستفادة منها، من خلال استخدام المواد المحلية الموائمة لطبيعة العوامل الجغرافية والمناخية وطبيعة إنسان المنطقة، وقالت إن العمارة الحديثة في كثير من مدننا، ومدن العالم المختلفة، لا تراعي عوامل البيئة مما يدخل في سوء الاستخدام البشري الذي أسهم وما يزال يسهم في التقلبات البيئية والاحتباس الحراري، وباختصار فإن الحفاظ على التراث العمراني وفهم وظائف العمارة يعنى الحفاظ على البيئة بالطبع. وقالت الطالبة بشرى بانعيم، التي تدرس الهندسة المعمارية بجامعة دار العلوم، أشكر الهيئة العامة للسياحة والآثار على تنظيم هذه الدورة التي أفادتنا كثيراً سواءً من خلال المحاضرات أو الزيارات الميدانية لعدد من المواقع التراثية، واستفدت مثل غيري من زميلاتي في فرصة التطبيق العملي الذي تخلل الدورة، إذ تعلمنا كيفية البناء بالطوب وطريقة الترميم الصحيحة وفق طرق علمية مدروسة. الجدير بالذكر أن مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة وفي إطار أنشطته التدريبية قدم خلال السنوات الماضية دورتين سابقتين لطلاب العمارة وكليات السياحة والآثار بالجامعات في المملكة، وتأتي هذه الدورة التي تستمر خلال الفترة من(29 رجب - 9 رمضان 1434ه) مكملة لجهود المركز السابقة في تدريب الطلاب، كما أنها تعد الأولى من نوعها في إتاحة الفرصة للطالبات وتدريبهن في مجالات التراث العمراني المختلفة عبر المحاضرات والتطبيق العملي لمراحل البناء التراثي والزيارات الميدانية لعدد من المشروعات والمواقع التراثية. من التدريب العملي للطلاب على أعمال العمران التراثي