تعود ظاهرة التلاعب في نتائج المباريات الرياضية إلى بدء ممارسة الإنسان للرياضة منذ العهود الغابرة وأعتقد جازماً أنها ستستمر مستقبلاً لأنه لا شيء يشي بأن الإنسان المعاصر قد استفاد من التجارب التاريخية، وتشير السجلات الأولمبية القديمة أنه كان يتوجب على الرياضيين المشاركين في المنافسات الرياضية أداء قسم رياضي يؤكدون فيه نزاهة البطولات إلا أن هذا القسم لا يعني الكثير لعديد الرياضيين الذين انتهكوا قواعد الأخلاق وابتدعوا أساليب شتى بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية بهدف الفوز. وانتشرت ظاهرة التلاعب في نتائج المباريات في العصر الحديث خصوصا في الألعاب الرياضية ذات الطابع الاحترافي وتعد فضيحة البلاك سوكس من أشهر الفضائح في هذا المجال عندما خسر شيكاغو وايت سوكس سلسلة بطولة العالم للبيسبول عام 1919 وكان من نتيجتها حرمان ثمانية لاعبين من الفريق من المشاركة في البطولات مدى الحياة لتعمدهم الخسارة أمام سيسيناتي ريدز، ونتيجة لهذه الفضيحة المدوية فقد اعتبرت سلسلة بطولة العالم 1919 أسوأ حادثة من نوعها في تاريخ الرياضة، وفي محاولة لإعادة الثقة بهذه الرياضة أسس اتحاد البيسبول الأميركي لجنة لمراقبة ومتابعة شؤون اللعبة ومنحت صلاحية حرمان اللاعبين المتورطين مدى الحياة ولازالت تلك القوانين التي أصدرها الاتحاد سارية المفعول حتى الآن. ولم يقتصر الغش والخداع والتلاعب في النتائج على رياضة معينة بل شملت معظم الألعاب ومنها مصارعة السومو وهي رياضة ذات ماركة يابانية مسجلة لها طقوس غريبة وعجيبة ويمارسها أصحاب الوزن فوق الثقيل ويفوز في المباراة المصارع الذي يلقي بمنافسه خارج الحلبة إذ لم تخل هذه الرياضة من الغش والخداع فبعض المصارعين يعتمد على التفاوض مع منافسيهم إما لكسب المباراة أو خسارتها لقاء حفنة من الين. في عام 1999 ألقي القبض وبالجرم المشهود على عصابة ماليزية للمراهنات تعمل في بريطانيا وهي تحاول تركيب أداة يتم التحكم بها عن بعد لإحداث عطل في الأضواء الغامرة (الكاشفة) في ملعب تشارلتون أحد فرق البريميرليغ بمساعدة ضابط أمن، وكان يهدف هؤلاء إلى أنه في حالة إلغاء المباراة بعد انتهاء الشوط الأول على حالها فإنهم سيكسبون أموالاً طائلة وقد أظهرت التحقيقات أن أفراد العصابة نفسها قاموا بعمل مماثل على أرض فريق ويستهام عام 1997. في عام 2000 قامت شرطة دلهي الهندية باعتراض مكالمة هاتفية دارت بين أحد وكلاء المراهنات وكابتن فريق جنوب إفريقيا للكريكيت هانسي كرونجي وافق خلالها كرونجي على تلقي أموال لقاء التلاعب بنتائج المباريات وقد كان رد حكومة جنوب إفريقيا حاسماً إذ لم تسمح لأي من لاعبيها المثول أمام لجنة تحقيق هندية ومع ذلك تم عقد محاكمة لكرونجي الذي اعترف بما نسب إليه وسرعان ما حكم عليه بحرمانه مدى الحياة من ممارسة لعبة الكريكيت. وفي شهر حزيران 2004 ألقت شرطة جنوب إفريقيا القبض على 33 شخصاً من ضمنهم 19 حكماً وإداريون ومراقب مباراة وأحد أعضاء الاتحاد الجنوب إفريقي لكرة القدم بتهمة التلاعب بنتائج المباريات.