الصرع داء مزمن في مصاف الأمراض المزمنة الأخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر (مرض ارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب). فماذا يحدث لمريض الصرع عند الصيام! أسئلة نطرحها للإجابة عليها لينتفع بها مرضى الصرع ومن يهمه هذا الموضوع من أهل المريض وأفراد المجتمع. * ما هي المخاطر التي قد يتعرض لها مريض الصرع عند الصوم؟ وهل حقيقة أن الصرع ينشط مع الصيام؟ ما هي علاماته؟ كيف يمكن تجنبه؟ مريض الصرع قد يتعرض في رمضان إلى ضغوطات نفسية وتوترات عصبية وارهاق جسدي أو فكري لقلة ساعات النوم، يحدد الطبيب لمرضى الصرع إمكانية صيام المريض بعد النظر في قدرته على الصيام وموازنة ذلك بالأضرار التي قد يصاب بها نتيجة عدم الإنتظام بتناول الدواء وانخفاض السكر بالدم تؤدي الى نوبات تشنج لذلك فالصيام بذاته يؤثر على المرضى ولكن تعاطي العلاج يكون له أثر ايجابي على المريض. إن الصيام عند العموم يضع الإنسان في حالة من السكينة والإطمئنان مما يؤدي إلى تهدئة العصبونات الدماغية العامة ومنها البؤرة الصرعية خاصة عندما يقترن الأمر بقراءة القرآن لقوله تبارك وتعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد:28، وكذلك المتوقع لمريض الصرع أن يؤثر الصيام عليه تأثيرا ايجابيا عمليا في حياته على الرغم من ندرة القرائن العلمية، إلا أن هناك علاج للصرع هو الحمية الغذائية ما يدعم هذا التوجه. مدة الصيام تمتد ساعات طويلة تؤدي إلى تحسن كبير في نوبات الصرع، وهو أقرب إلى الحمية الغذائية ففي الصيام الإمتناع عن تناول الطعام والشراب لأكثر من (10 ساعات) خلاله تتكون الأجسام الكيتونية التي لها دور فعال في السيطرة على النويات والتحكم في الصرع. وبمقارنه بسيطة ببرنامج الحمية الغذائية الذي فيه تقليل نسبة النشويات بشكل كبير والاعتماد على الدهون وبعض البروتينات، وأنه يتم حساب الحمية بدقة، بشرط تعاون الأسرة بشكل كبير لخفض نوبات الصرع في الإلتزام بالنظام الغذائي، ونجد أن مريض الصرع أثناء الصيام يتبع النظام إلا أنه عند الإفطار يجب عليه التقليل من السكريات وتخفيف البروتينات حتى يحصل على الفائدة المرجوة. أهمية تعامل الأسرة مع هذه الحالات على أنها نوبات تشنج عادية والاحتياطات العامة يجب ان يتبعها المريض المصاب بالصرع حتى في غير ايام شهر رمضان، اولاً الابتعاد عن التوترات والانفعالات النفسية وتجنب الارهاق الجسدي او الفكري واخذ قسطاً كافياً من النوم والراحة والانتظام في اوقات النوم وكذلك الالتزام بنظام غذائي سليم للمحافظة على صحة وسلامة الجسم، كل هذه الاحتياطات التي ذكرناها من شأنها تسهيل الصيام للمصابين بالصرع ولاننسى اذا كان هنالك وعي كافٍ موجود عند المصاب والمهتمين بأمره ويطبق الطرق الصحيحة في العلاج فعادة في شهر رمضان لايواجه اي صعوبات تذكر. * قسم العلوم العصبية ووحدة الصرع