لاشك ان قبول المخضرم سامي الجابر لتدريب اعرق الاندية السعودية والآسيوية على حد سواء مهمة ليست بالسهلة كما يتصور البعض. هناك تحديات ميدانية واعلامية وجماهيرية امام هذا المدرب وكل هذه التحديات ستشكل ضغطاً ان لم يسر الفريق بالشكل المطلوب خاصةً مع الاطلالة الاولى لسامي في عالم التدريب ولكن ستصبح تلك الأوراق اضافة ودعماً آخر لسامي اذا ماسار بالفريق في الاتجاه الصحيح. كل المؤشرات تُنبئ عن عودة (الزعيم) الى مستواه المميز ووضعه الطبيعي ولكن ينتظر سامي عملاً وجهداً أكبر لعبور كل تلك التحديات وأول تحدٍ لسامي سيكون تغيير شكل الفريق الرتيب الذي ظهر به الموسم المنصرم ومعالجة الأخطاء وإعادة صياغة النهج والتكتيك الرائع الذي عُرف به الهلال من خلال تربعه على قمة المنافسين بعدد الكؤوس والإرث البطولي الذي يزين إدراج وتاريخ الزعيم. سامي أمامه خطوات وتحديات كبيرة وقبوله بهذا التحدي يعني ثقته بنفسه وإمكانياته التي اكتسبها من تاريخه لاعب متوهج ومتمرس في عالم المستديرة اضافة الى خبرته الادارية التي قضاها بين أسوار (الزعيم) مروراً بالفترة الاخيرة والهامة جداً التي عاشها في احضان أوروبا من خلال دوراته وعمله التدريبي هناك لذلك التحدي الأكبر سيكون لسامي نفسه وذلك بإفراز عصارة جهده ومكتسباته الفنية وتجييرها لصالح فريقه بالظهور بأداء ومستوى فني عالٍ ومن ثم مواجهة باقي التحديات بعد استقرار الفريق فنياً. واذا ماظهر الفريق بالشكل المطلوب في منافسات الدوري فإنه لن يكون هذا المحك الاول لسامي على الأقل من وجهة نظر المحايدين قبل المحبين فهناك البطولة الآسيوية التي أرهقت كاهل الزعماء على الرغم ان هناك ست نجوم آسيوية تطرز قمصان الزعيم ولايزال اسم الهلال مصبوغ بماء الذهب في سماء البطوله الآسيوية الا أنها تمردت على بطلها بشكل او بآخر. طبعاً عمل سامي سيسير وفق مخطط وأفكار رسمها وأعدها مسبقاً ولكن اذا مانجح سامي في الاختبار والتدرج الاول من المنافسات المحليه فإنه بإذن الله قادر على اجتياز التحدي الآسيوي. ومن هذا المنطلق عمل سامي على تقنين اختيارات اللاعبين سواء الأجانب او حتى المحليين من خلال الأسماء المميزة التي استقطبها للفريق ودمجها مع الكوكبة الرائعة الموجودة حالياً بالفريق، فلو ألقينا نظرة على تلك الأسماء اللامعة مع الانتدابات الجديدة فإن شكل الفريق مرعب ويعج بالنجوم في جميع الخطوط. فالفريق الآن لديه بدلاء بمستوى الأساسيين بل ان سامي وسع رقعة المنافسة على المركز الواحد بالفريق فكل مركز يتواجد فيه لاعبان او ثلاثة بالمستوى ذاته وهذا ماتفتقده اغلب الاندية. تبقى فقط للمدرب سامي تقديم توليفة مناسبة لتكتيكة ووضع لمساته عليها. بلا شك التحدي كبير والمسؤولية أكبر ولكن عناصر النجاح لدى سامي متوافرة بحول الله، لذلك الجميع ينتظر ركلة البداية والتعرف على ملامح وهوية الفريق الذي يبدو انه لن يكون اقل فنياً من العام الماضي خصوصاً مع سامي نفسه الذي عُرف بالإصرار والتحدي وتاريخه الكروي يشهد له بذلك.