فاصلة: «للموت فينا سهام وهي صائبة من فاته اليوم سهم لم يفته غدا» - الإمام علي بن أبي طالب - كان يوم الاثنين الماضي يوما صامتا في قلوبنا بالرغم من أن جميع القنوات الفضائية تناقلت خبر وفاة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وبدا لنا الأمر بكل ما حمل من إرهاصات المفاجأة وكأنه ليل طويل لن ينقضي. إحساس باليتم الداخلي فالذي مات هو ملك منحنا من قلبه الكبير سنوات كثر من الرعاية والأمان وقدم لهذه البلاد إنجازات عديدة من أهمها الأنظمة الأربعة التي هي نظام الحكم، نظام مجلس الوزراء، نظام الشورى، نظام المناطق. أما لو أردنا أن نتحدث عن النقلة الحضارية التي تبناها رحمه الله فهذه تحتاج إلى رصد دقيق فالحقبة التي تولى فيها الملك فهد يرحمه الله كانت حقبة انتقالية عالمية. والمنجزات فيها متميزة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية انعكست على الارتقاء بمستوى المعيشة في ظل استتباب الأمن و الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وإلى جانب رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله لخطط التنمية الشاملة والإنجازات الحضارية، فقد حدثت في عهده أضخم توسعة تاريخية للحرمين الشريفين لم تتم منذ أيام الدولة الأموية . كنا قد اشتقنا إبان مرضه إلى صوته في خطاباته التي كان يلقيها في المحافل والمناسبات وكان صوته دوما يأتي محملا بالتلقائية والحميمية في حديثه للجميع وكأن الجميع هم أبناؤه القريبون وهم كذلك حيث ملكه للبلاد حوى العطاء في أعمق معانيه. والمستعرض لسيرته العملية يجدها حافلة بالمناصب الهامة المؤثرة في نهضة البلد حيث كان أول منصب تولى مسئولياته، هو وزارة المعارف حيث أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز أمره الملكي بتعيينه أول وزير للمعارف في 18/4/1373ه وذلك عندما استحدثت وزارة المعارف وأسهم خادم الحرمين الشريفين في بناء النهضة التعليمية وإرساء معالمها الأساسية التي امتدت لترتقي بنواحي التعليم في أنحاء المملكة العربية السعودية واستمر وزيرا للمعارف حتى3 /7/0831ه، ثم عُين وزيراً للداخلية في عام 1382ه/ 1962م ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء عام 1387ه / 1967م، بالإضافة إلى منصبه وزيراً للداخلية. كما كلف برئاسة اللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1385ه /5691م. وعندما بويع الملك خالد بن عبدالعزيز بالحكم في عام 1395ه / 1975م أصبح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء. وكلف برئاسة مجلس إدارة الخدمة المدنية عام 1397ه / 1977م. هذه المناصب لم تكن من فراغ بل جاءت إليه لأنه ولد محنكا بالفطرة بحكمة خولته لقيادة البلاد لأكثر من عشرين عاما في سلام. رحم الله فقيد الأمة العربية والإسلامية وأعان الله ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز على إكمال مسيرة هذه البلاد الطاهرة . [email protected]