تخطط شركة ارامكو السعودية الدخول بقوة تنافسية هائلة في سوق المنتجات البتروكيماوية العطرية (AROMATICS) على المستوى العالمي من خلال بناء مصانع جديدة تشمل إنتاج البارازايلين الذي قررت إنتاجه في مصافيها الجديدة بالمملكة، نظراً لأهمية المنتج ودخوله في صناعة البوليستر الذي يدخل في صناعة الياف النسيج التي تمثل بوابة شاسعة لتصنيع أقمشة الملابس والمفروشات المنزلية والستائر وغيرها من المنسوجات التي تستوردها المملكة بكثافة من دول مثل الصين وغيرها، حيث تنظر ارامكو إلى ضرورة الاستفادة الكاملة من منتجاتها المكررة من النافثا والكيروسين وغاز البترول المسال والبنزين والكبريت، وزيت الوقود وغيرها لدعم التوسع في صناعة البتروكيماويات العطرية التي تنتج بشكل محدود بالمملكة مقارنة بالبتروكيماويات الأخرى. هذا ما دفع ارامكو وشريكتها توتال الفرنسية لتضمين مشروعهما المشترك "ساتورب" للتكرير والبتروكيماويات البالغ حجم استثماراته 50 مليار ريال مصنعاً للبارازايلين بطاقة 700 ألف طن متري سنويا وهي تعتبر طاقة كبيرة جداً على مستوى الشرق الأوسط وذلك اعتمادا على منتجات المشروع الأخرى من المنتجات النفطية المكررة البالغة طاقتها الإنتاجية 400 ألف برميل يومياً من تكرير الزيت العربي الثقيل لإنتاج الديزل ووقود النفاثات والبنزين والبروبيلين، فيما تخطط ارامكو لأن تشمل المنتجات العطرية بعض مصافيها الأخرى الجديدة مثل مصفاة جازان، بينما تدرس أيضاً مشروعات للعطريات المرتبطة بأنشطة مصفاتها في ينبع على ساحل البحر الأحمر. وعلى الصعيد الدولي تبدي شركة ارامكو اهتماماً مماثلاً لاهتمامها المحلي في التوجه لإنتاج المنتجات العطرية حيث تدخل مع شركة ساينوبك الصينية في تحالف ضخم في مصفاة فوجيان في الصين بحجم استثمار يبلغ نحو 19 مليار ريال حيث يضم المشروع مجمعا للبارازيلين بطاقة 700 ألف طن سنويا إضافة إلى مصانع بتروكيميائية متنوعة تشمل وحدة تجزئة بخارية للإثيلين بطاقة 800 ألف طن متري سنويا ووحدة للبولي إيثيلين بطاقة 800 ألف طن متري سنويا وأخرى للبولي بروبلين بطاقة 400 ألف طن سنويا إضافة إلى تكرير ومعالجة أنواع الزيت الخام بطاقة تكريرية تبلغ أكثر من 230 ألف برميل وسطياً في اليوم وإنتاج أكثر من 11 مليون طن من المنتجات المكررة. ويسعى مصنعو العطريات في المملكة إلى إحداث تحول هائل في عمليات التصنيع من خلال محاولة استخدام النافثا كلقيم حيث لا يوجد حتى الآن مجمعات عطرية عصرية تقوم بإنتاج العطريات من النافثا من بنزين وبارازايلين لاستعمالهما لإنتاج البوليستر والبولي ستايرين، فيما لم يسبق أن استخدمت النافثا حتى الآن لقيما للصناعات البتروكيماوية في المملكة عدا بعض المصانع الجديدة التي لم تسيطر على الوضع، في وقت يتم الحصول على الأولفينات عن طريق تكسير الغاز المصاحب (إيثان وغاز البترول المسال). ويتطلع المنتجون التحويليون الآسيويون في قطاع صناعة النسيج القائمة على منتج البوليستر المصنع من البارازيلين أن تميل كفة القوى لصالحهم مقارنة مع المنافسين الأوروبيين حيث تحظى الأسواق الاسيوية بوفورات مطمئنة من العطريات والتركيز على استخدام البوليستر في صناعة الألياف وذلك بعد أن تمكن العديد من المصانع السعودية من استغلال أنسجة ألياف البوليستر مع الألياف الطبيعية ومنها القطن لإنتاج أقمشة مميزة الجودة بخصائص عالية أسهمت في تخفيف واردات النسيج الصينية التي تتسم أغلبها بالرداءة وعدم الجودة مدعمة بانخفاض تكلفتها. وستساهم الطاقات الإنتاجية للبارازيلين من ارامكو في دعم طفرة صناعة النسيج في آسيا في وقت تشهد أسواق البارازايلين انتعاشاً وطلباً متنامياً مدعماً بزيادة استهلاك المنتجات النفطية والتوسع المؤمل في المشاريع والمجمعات الصناعية الجديدة في ظل توقعات استمرار نمو الطلب العالمي على البارازايلين بنسبة 7% سنوياً ابتداء من العام الجاري 2013، مع ارتفاع معدل النمو في آسيا بنحو (8,5%) سنوياً في الفترة ذاتها مدفوعاً بالطلب الكبير من الصين. ويبدو أيضاً أن أسواق الولاياتالمتحدة متعطشة لتدفقات البارازايلين الذي تربطه بشكل وثيق بأسواق البوليستر حيث ارتفع استهلاك البارازايلين إلى أكثر من 4 ملايين طن خلال النصف الأول من العام الجاري 2013 معتبرة سوق البوليستر أكثر انتعاشاً بعد أن استحوذت سوق الألياف أكبر المبيعات مع الاستخدام المتزايد في قطاع السيارات، إلا أن منتجي البوليستر يلمحون إلى أن ارتفاع معدلات الطلب في قطاع الألياف يعود للتحسن الذي طرأ في قطاع الملابس في الوقت الذي يعتبر البارازايلين من الأهمية بمكان في إنتاج حمضي التريفتليك النقي وتريفتلات المثيل اللذين يستخدمان في معالجة مادة تريفتالات البولي إثيلين التي يرتكز استخدامها في الألياف المستخدمة في صناعة المنسوجات.