توقعنا أن تخلو البيانات الختامية عند تبادل الزيارات بين قيادات البلدان من عبارة "تبدل المواد الإعلامية " لكننا رأيناها راسخة رسوخ الجبال. والمعدون من المنسقين الإعلاميين للزيارة يأخذون بيانات سابقة ويجرون عليها التحديث اللازم، ربما فقط اسم الزائر أو الوفد ويُطبقون القول على ما جاء في زيارة سابقة لوفد سابق في زمن سابق. لم تعد عبارة "الاتفاق على تبادل المواد الإعلامية" معقولة ولا مقبولة. ففيض الإرسال والتلقي لا ينتظر أن يُدرج في بيان ختامي، فهو يأتي تلقائيا. ولم يُفكر أحد في ترك تلك العبارة، ولا زالت تظهر في كل بروتوكول. وفكرة الإعلام والمواد الإعلامية بدأت من العراق إبان العهد الملكي. فقد أنشأوا مديرية اسمها مديرية الدعاية العامة، وعندنا في المملكة نشأت المديرية العامة للصحافة والنشر وتم ربط الإذاعة بها، ثم صدر نظام المطبوعات والنشر عام 1378ه. وجاءت كلمة "الإعلام" متأخرة عملياً عندما استقر نظر البلدان العربية على اتخاذه مسيرة. ومن سوء حظ الإعلام العربى أننا اعترفنا بمسماه(الستينات الميلادية تقريبا)، كان كل شيء يفتقر إلى الوضوح، لكونه يمر على أكثر من جهة، وكل جهة تقتطع منه"كل فيما يخصه!" فإذا وصل الخبر أو التقرير إلى من يحتاجه من المتلقين، وصل ضبابياً لا تعرف محتواه. والباحثون أو أكثرهم يرى أن عراب الإعلام هو غوبلز، وزير دعاية هتلر.( 1897-1945 م)، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية. الذي لعب دوراً مهماً في ترويج الفكر النازي لدى الشعب الألماني بطريقة ذكية. وهو الذي قال: «كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي» وفى رواية أخرى «كلمة ثقافة» . ويُروى أنه من قال: اكذب اكذب حتى يُصدقك الناس. وان كذبهُ ممنهج ومُبرج(على خلاف كذب زماننا).