اتهم الائتلاف السوري المعارض، أمس روسيا بتقديم "شهادات زور" لاتهام المعارضة باستخدام سلاح كيميائي في سوريا. وقال "الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة" في بيان بعنوان "حول المزاعم الروسية بشأن استخدام أسلحة كيميائية"، إن "أقل ما يمكن أن يقال في الشهادات التي تقدمها أطراف داعمة للنظام في هذا السياق هو أنها شهادات زور، لا يكاد يختلف موقف الشاهد فيها عن موقف الشريك في الجرم". وأشار إلى أن الشعب السوري من هذا المنظار إلى الطرف الروسي "الداعم لنظام الاستبداد بالمال والسلاح والعتاد، واليوم بشهادات تحاول تسويق النظام وتبرير جرائمه وتحويل الضحايا إلى متهمين". وأدان الائتلاف ما وصفها "المحاولات اليائسة"، ووضع مسؤولية تفاقم الأوضاع في سوريا على عاتق المجتمع الدولي عامة، وأصدقاء الشعب السوري خاصة، ودعاهم لتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والسياسية تجاه الشعب السوري. وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين قال أمس الأول إن تحليل الخبراء الروس أظهر أن المعارضة السورية استخدمت أسلحة كيميائية في خان العسل في ريف حلب في 19 مارس 2013، مشيراً إلى أنه قدم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نتائج التحليل. وجدد الائتلاف دعوته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة للدخول إلى المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة وتفقد الأماكن التي تعرضت للقصف باستخدام أسلحة كيميائية محرمة دولياً. ووعد بتقديم كل الدعم وتوفير الاحتياجات الضرورية ل"إجراء تحقيق حيادي واحترافي ومتكامل. مع ضمان دخول آمن لمعاينة كافة المواقع وأخذ العينات وإجراء التحقيق على أرض الواقع تمهيداً لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة وبقية الجرائم التي طالت الشعب السوري". وخلص إلى أنه "لا بد لبيان الحقيقة كاملة من إجبار نظام الرئيس الأسد على الرضوخ للإرادة الدولية وقبول دخول اللجنة للتحقيق بكل المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة محرمة دولياً". من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان الولاياتالمتحدة لم تطلع على أية أدلة تثبت ما قاله السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين بأن المعارضة السورية استخدمت أسلحة كيميائية. وسئل كارني، خلال مؤتمر صحافي روتيني، عن تعليقه على تقرير تشوركين فقال "لم نر أي دليل حتى الآن يدعم التأكيد الذي يقول ان أية جهة، في ما عدا الحكومة السورية، لديها القدرة على استخدام أو استخدمت أسلحة كيميائية". وأضاف "أعتقد انه من المهم ان هذا التأكد قدم إلى الأممالمتحدة.. وقد دعا (الرئيس السوري) بشار الأسد الأممالمتحدة لإجراء تحقيق في استخدام أسلحة كيميائية ثم أعاق قدرتها على القيام بذلك". وشدد على ان "الطريقة للرد على هذا المسألة هي بالسماح للأمم المتحدة بالتحقيق لأن قدرتنا كمجتمع دولي على التحقيق باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا أعيق برفض الأسد السماح بتحقيق تقوم به الأممالمتحدة". وقال كارني "تمكنا من القيام بالعمل الذي قمنا به بمفردنا أو بالعمل مع شركائنا ومع المعارضة السورية، لكن إذا كان بشار الأسد مهتماً فعلاً بإثبات ما هو متأكد منه وما تأكدت منه روسيا، فلا بد من السماح بدخول مفتشين دوليين، وأن تستخدم روسيا علاقتها بالأسد للضغط عليه بغية السماح بدخولهم". وختم بالقول "نحن نشكك بجدية بأن تكون أية أسلحة كيميائية استخدمت أو وصلت إلى خارج إطار سيطرة الحكومة السورية".