تتدفق على بلد الله الحرام، هذه الأيام، جموع المعتمرين والزوار، من داخل المملكة وخارجها، ينعمون بقضاء أوقات يكونون خلالها إلى رب العباد أقرب بإذن الله، وبقدر ما ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتمم على ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوار، والذين أتوا من جميع انحاء العالم إلى أم القرى. إلا أن هناك بعض الملاحظات الجوهرية التي نأمل أن تجد صداها لدى القائمين على خدمة المسجد الحرام، والأجهزة المساندة خارجه، وفي مقدمتها مرور العاصمة المقدسة ومن ذلك. - تواجد أعداد كبيرة ليسوا من القادمين بغرض العمرة من الخارج، وإنما غالبيتهم من "العمالة المقيمة، والسائبه"، التي تجمعت من سائر مناطق المملكة، وأتخذت من المسجد الحرام وأروقته، وساحاته، "سكناً دائماً طِوال ساعات النهار والليل"، الأمر الذي لا يُتيح للقادمين من خارج المملكة وداخلها، ممن وفدوا بقصد العمرة والمغادرة فرصة أداء مناسكهم وصلواتهم في راحة ويسر، كذلك تواجدهم في ساحات الحرم، وتحت الكباري المجاورة للمسجد الحرام، مما يربك الأجهزة المعنية أداء مهامها، بتسهيل المرور في الطرقات المؤدية إلى المسجد الحرام، ويتسبب في إختناقات مرورية بسبب افتراشهم لأكتاف الطرق وجنباتها. فهذه الفئات سواء كانت من داخل مكةالمكرمة أو خارجها تمثل مئات الآلاف الأمر الذي يشكل عبئا على الخطط الأمنية والاقتصادية والتنظيمية. مع وجود المشاريع القائمة بالمسجد الحرام وصحن المطاف، ومع قرب شهر رمضان المبارك، ماذا سيكون عليه الحال في ظل الأجواء الملتهبة بالحرارة الشديدة. ولذا نقترح: 1- تبدأ عملية التنظيم للقادمين إلى مكةالمكرمة عند مخارج المدن والمحافظات، فتحجز إقامة القادم لدى إدارة الجوازات بأماكن التنظيم، وتسليمه إيصال بذلك، وتحدد له مدة ثلاثة أيام، وفي حالة عدم عودته يطبق في حقه ماتراه جهات التنظيم ويعمم على كافات إدارات الجوازات. 2- التنبيه على أصحاب النقل العام بعدم نقل أي عامل ما لم يكن مصطحباً معه خطابا من كفيله بالموافقة مصدقا من قبل إدارة الجوازات، ولمدة ثلاثة أيام فقط. 3- وضع جزاءات رادعة على جميع عموم أصحاب النقل في حالة مخالفة تعليمات الجوازات ومنها غرامات مادية، مع حجز المركبة، في حالة نقل عمالة لا تحمل موافقة الكفيل ومصدقة. 4- التفتيش الداخلي والدقيق على أصحاب الحافلات التي تقل معتمرين، من عدم وجود أشخاص بينهم غير مرخص لهم، خصوصاً الحافلات العاملة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة. 5- التفتيش الدقيق على جميع الحافلات والمركبات الصغيرة والخاصة العائدة من مكةالمكرمة بعدم حملها عمالة غير نظامية، ومن يتضح قيامه بذلك، توضع عليه الغرامات المناسبة، بما فيها إيقاف مركبته عن العمل. 6- استعانة جوازات مكةالمكرمة بأفراد من إدارات الجوازات من المدن الأخرى، وكذلك الجهات الأمنية المعنية بهذا الأمر، للقيام بحملات تفتيشية دورية، وعلى مدار الساعة، وتوزيع نقاط تفتيش على جميع الطرق، وتغيير أماكنها باستمرار، وترحيل من تثبت مخالفته لأنظمة المملكة. 7- مراقبة جميع مؤسسات وحملات العمرة من خارج المملكة وداخلها، ومحاسبتها إذا اتضح مخالفتها لأنظمة المملكة، في تشغيل عمالة غير نظامية، ووضع الغرامات المادية عليها، وتسجيل اسم تلك المؤسسات أو الحملات لدى وزارة الحج حتى تكون ضمن القوائم التي تستبعد من العمل في العمرة إذا تكررت منها تلك المخالفات. 8- كثير من الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية وحافلات النقل العام والخاص الخارجي والداخلي، ومع قرب المواسم الدينية، تقوم بتشغيل العمالة غير النظامية وتدفع لهم رواتب مجزية، الأمر الذي يشجع الكثير على ذلك، فلابد من القيام بإجراءات رادعة. 9- عمل منشورات وتوزيعها على أصحاب المطاعم والفنادق والمحلات في مكةالمكرمة، وأخذ التعهد اللازم عليهم بعدم تشغيلهم عمالة غير نظامية، وإذا اتضح ذلك توضع الغرامات اللازمة بما فيها إغلاق تلك المحلات، مع القيام بحملات تفتيشية عليها على مدار الساعة. 10- هناك وللأسف الشديد من العمالة المتواجدة نظامياً.. تشجع على مثل هذه الأمور المخالفة للأنظمة، وتقوم بتشغيل العمالة غير النظامية، وتتقاضى على هذا الفعل مقابلا ماديا، فحبذا أن كل من يثبت قيامه بمثل هذا العمل تسحب إقامته، ويرحل فوراً، لأنه أصبح بؤرة إزعاج في هذا المجتمع تشجع على مخالفة الأنظمة والفساد. 11- كل من يثبت أنه أتاح الفرصة لتشغيل عمالة غير نظامية، يسجل اسمه لدى الإدارات المعنية، ووضع الغرامات المادية المجزية لإرتكابه مخالفة تسيء للبلاد والعباد لقيامه بمثل هذا العمل. 12- الاستعانة بأجهزة الإعلام بجميع قنواته ومحطاته، بإعلام الجميع من مواطنين ومقيمين، بالاعتمار والعودة إلى مدنهم، لإتاحة الفرصة لغيرهم أيضاً بالإعتمار، واستمرارية العملية التوعوية بما يخدم الجميع باعتمار ناجح. وبعد كل ذلك فلنا وقفة مع رئاسة المسجد الجرام حول عملية النظيم داخل وخارج المسجد الحرام أ كتب غيرنا، وكتبنا فيما يتعلق بالأئمة بأن يكون إما بالجهة الغربية، أو الشمالية، لجميع الفروض، ولكن الأمر لم يستوعب حتى الآن، ولا أعلم حتى مع وجود المشاريع القائمة بصحن المطاف يكون الإستمرار بوجود الإمامة عند الكعبة المشرفة، حيث تتراص عشرات الصفوف قبل موعد الفريضة بساعة أو يزيد، ناهيك عن الصفوف التي تبدأ من تحت الرواق القديم، فيصبح المعتمرون بين كماشتين فهل تلك المساحة تستوعب آلاف المعتمرين. ب لابد من القيام بعمل مكثف داخل الأروقة القديمة بمنع النوم فيها، وإخلائها للقادمين لأداء العمرة، ومن يرغب الاعتكاف فعليه بالتوجه إلى الأدوار السفلية أو الساحات الخارجية ذات الظل. ج توسيع الممرات بشكل يمنع الاختناقات ويستوعب أعداد القادمين والمغادرين صحن الطواف. د استخدام الجهة المحاذية لصحن المطاف لما تبقى من الرواق القديم للعربات، وعمل خطوط مسار لهم حتى لا تكون عائقا بين الطائفين وعمل مزالق في الجهات التي أزيلت من الرواق القديم. ه نقل الإمامة لصلاة التراويح إلى نهاية الرواق القديم، خلف المكبرية حتى يكون هناك متسع لاستخدام الرواق القديم لاستيعاب أعداد من الطائفين. و المنع المطلق بعدم الصلاة أو الجلوس في أي جهة من صحن المطاف. ز التكثيف من استخدام الملصقات، والمنشورات التوعوية، ووضعها على الأعمدة بلغات متعددة كي تكون عاملاً مساعداً في التوعية، وإيجاد تعاون بين الرئاسة، ووزارة الإعلام بهذا الخصوص. ح توحيد الخطط الخدمية والتنظيمية بين جميع إدارات الرئاسة، وأمن الحرم، ومن له علاقة بذلك حتى تؤتي الجهود ثمرتها المرجوة. ط الاستعجال من الأعمال داخل صحن المطاف لمشروع الجسر المعلق، والذي نرى إقامته ليخفف من الزحام داخل صحن المطاف، وحتى لا تكون تلك الأعمال عائقاً تُحدث أموراً لاسمح الله. ي تكثيف الإضاءة على صحن المطاف ذات الإشعاع العادي، مع وضع المراوح العاملة برذاذ الماء على أعمدة ما تبقى من الرواق القديم، كي تلطف الجو، وتخفف من الحرارة الملتهبة. ك تكثيف تواجد مياه زمزم للشرب داخل الحرم بجميع أروقته، وخاصةً صحن المطاف حتى ولو استدعى ذلك توصيله إلى البرادات "الثلاجات"، عبر أنابيب بلاستيكية، خصوصاً سيكون الإقبال على عملية الشرب بشكل كثيف، الأمر الذي يستحيل معه تعبئة تلك البرادات "الثلاجات"، بالطريقة المعمول بها الآن. ل عمل زي خاص لكل فئة من العاملين بالرئاسة من بوابين، ومشرفين وغير ذلك. ووضع مسمى كل شخص ورقمه، والخدمة المنوطة به، كي تميزهم. نسأل الله سبحانه وتعالى لكل من يقوم بخدمة الحرمين الشريفين من قائد مسيرة هذه البلاد، وحتى المجتهد فيه، أن يجعل أعمالهم في موازين حسناتهم، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .. والله من قصد،،،