الثوب العسيري النسائي دائما ما يفرض حضوره في المهرجانات التراثية والحرفية المختلفة.. فعند زيارتك ل" المعرض السياحي الأول للتراث والحرف اليدوية "الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بأبها بالصالة المغلقة بمركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط، فستجد حتما ما يدهشك فيما تقدمه المشاركات في جماليات الثوب العسيري. تبدأ حكاية الدهشة الأولى من تفاصيل جماليات الثوب العسيري من غرزته وقصته المميزة، لتنتهي بثوث تنتظم في خطوط نسيجه وتزيين تفاصيله عمل بصري فني، يقوم على استيحاء اللون والطبيعة الشجرية التي تعد محورا فنيا في رسم تفاصيله وخطوط أشكاله، التي جعلت من هذا الثوب علامة مميزة لزي المرأة في منطقة عسير، الذي عادة ما تتفاوت أسعاره عطفا على نوعية القماش وجودة خامته، إذ يصل سعره إلى 1800 ريال. غالبا ما يطرز الثوب العسيري من القماش الأسود، وهو يحمل مسميات عديدة منها "المكلف" و "المزند" وغيرها من المسميات، ومع اختلاف المسميات إلا أنها تلتقي غالبا في لون القماش الواحد، والدقة في الحياكة، والعدد الكبير من ألوان الخيوط المستخدمة فيه، إلى جانب الوقت الذي يستغرقه أفضل هذا النوع من الثياب وأجودها قماشا وشكلا، فلقد كانت حياكته قديما تستغرق عدة أشهر لكون حياكته كانت تعتمد على الخياطة اليدوية، التي لم يجد العديد من ممتهني الخياطة من الرجال حياكة هذا الزي والتفنن في إتقان ألوانه والابتكار في أشكاله. لم يقف ثوب المرأة العسيرية عند حدود الموروث وعرضه في المهرجانات.. فلقد فرض الإقبال عليه أن يصبح هذا الثوب معروضا في الكثير من محلات ومعارض الملابس النسائية التجارية، التي تنافست في توفيره بكافة أشكاله وأحجامه القديمة، نظرا للطلب المتزايد عليه وخاصة في مواسم الإجازات والأفراح والمهرجانات النسائية، فظهر منه المطرز بغرزة السلسلة والسراجة، بالخيوط الصفراء والحمراء والذهبية على قطع الساتان والمخمل، والقطيفة والحرير والكريب. إن الجماليات التي تركتها بصمات الجدات على جماليات الثوب العسيري النسائي، وعبر ثقافة الموضة جعلت من النساء في السنوات الأخيرة يعدن إلى الإقبال عليه من رؤية جمعت بين أصالة الشكل وجديد الموضة، حيث أصبح الثوب العسيري يصمم على العبايات وفساتين السهرة، مما أعاد انتشاره مرى أخرى، بعيدا عن الرؤية التراثية التي جعلت من هذا الموروث الحرفي النسائي، يتجاوز ثقافة الموضة إلى شيوع تجاوز معه إقليم عسير إلى مختلف المناطق عبر بوابة ثقافة الموضة وخاصة من خلال المهرجانات التراثية والحرفية التي شكلت بدورها مواسم نوعية للإقبال على هذا النوع من المنسوجات التراثية.