مرض مزمن ذاتي المناعة يصيب المفاصل ويؤثر على الغشاء المبطن للمفصل (الغشاء الزليلي) بشكل رئيسي ومن الممكن أن يؤدي إلى تآكل الغضاريف والعظام واختلال في تركيب المفصل وما حوله مثل الأربطة والعضلات. ويعتبر هذا المرض أكثر الأمراض الروماتيزمية شيوعاً وتبلغ نسبة حدوث المرض3-1 ٪، وبالنسبة لمجتمعنا، فلا تتوفر أبحاث ذات إحصاءات دقيقة تدل على نسبة حدوثه. والنساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال بثلاث اضعاف تقريباً. وقد يظهر المرض في أي عمر وغالباً بين سن 25-50 سنة. أسباب المرض: يندرج مرض التهاب المفاصل الرثوي تحت قائمة الأمراض ذاتية المناعة، حيث يحدث خلل في الجهاز المناعي ومع وجود استعداد وراثي للإصابة بالمرض يبدأ الجهاز المناعي للفرد في مهاجمة أنسجة الجسم نفسه مسبباً التهاباً في المفاصل وكذلك ظهور الأعراض والعلامات المرضية الأخرى. ولا تزال أسباب هذا المرض مجهولة. وقد تلعب بعض العوامل البيئية والإلتهابات الجرثومية والفيروسية دوراً في التسبب بهذا المرض. لقد أثبتت نتائج بعض الدراسات الطبية الحديثة أيضاً أن التدخين يزيد قابلية الإصابة بمرض التهاب المفاصل الرثوي بالإضافة أنه يزيد من مضاعفات المرض، كما أن المدخنين أقل استجابة للعلاج بالعقاقيرالخاصه بالمرض. ومن المؤكد أن هذا المرض لا ينتقل عن طريق العدوى. وقد يكون للعوامل الوراثية دور حيث لوحظ أن بعض المرضى لهم أقارب مصابون بنفس المرض ولكن الثابت أن هذا المرض ليس وراثياً بمعنى أنه لا ينتقل من المصاب إلى أبنائه. ماذا يحدث للمفصل المصاب؟ عند الإصابة بهذا المرض تظهر عدة تغيرات في المفصل المصاب. فالغشاء المبطن للمفصل (الغشاء الزليلي الطبيعي) يتضخم ويزداد سماكة وذلك نتيجة ازدياد عدد وحجم الخلايا المكونة للغشاء، كما تهاجم الغشاء أعداد كبيرة من كريات الدم البيضاء. يؤدي تضخم الغشاء المحيط بالمفصل وكذلك البروتينات والخمائر التي تفرز في المفصل إلى تآكل الغضروف والعظم. ويزداد تلف المفاصل كلما ازدادت حدة المرض، وإذا لم يتم علاج الروماتويد المفصلي قد يسبب تلف دائم لعظام الجسم والغضاريف والأنسجة المحيطة. الأعراض والعلامات المرضية: - ألم مع تورم المفصل المصاب. - جميع مفاصل الجسم معرضة للإصابة بهذا المرض، لكن المفاصل الصغيرة لليد والقدم وكذلك مفاصل الرسغين والركبتين والمرفقين والكاحل أكثر المفاصل إصابة. - وتكون إصابة المفاصل بشكل متناسق بمعنى أن المرض يصيب نفس المفصل الأيمن والأيسر بنفس الدرجة. - تتأثر حركة المفصل المصاب مع استمرار الالتهاب فيتجنب المريض تحريك المفصل مما ينتج عنه مع مرور الوقت ضمور في العضلات المحيطة بالمفصل. - تيبس المفاصل لأكثر من 30 دقيقة وخصوصاً في الصباح. - تشوهات تؤثر على المفاصل المصابة وخصوصاً المفاصل الصغيرة لليدين وكذلك الرسغين ويمكن أن تتطور التشوهات بشكل سريع. - يتميز هذا المرض بأنه يمر بفترات ازدياد نشاط (هيجان) حيث تزداد شدة الأعراض. - تورمات صغيرة (العقد الرثوية) غير مؤلمة تظهر أحياناً تحت الجلد في مناطق متعددة مثل المرفقين أو اليدين. - يؤثر التهاب المفاصل الرثوي على فقرات العنق وخصوصاً الفقرتين الأولى والثانية. وتؤدي إلى ألم وتيبس العنق. أما آلام الظهر الناتجة عن إصابة فقراته فهي غير شائعة. - قد يعاني المريض من ارتفاع في درجة الحرارة وتعب وإرهاق ونقص في الوزن وخصوصاً في فترات ازدياد نشاط المرض. أعراض تظهر على أعضاء الجسم الأخرى: رغم أن مرض المفاصل الرثوي يؤثر بشكل رئيسي على المفاصل إلا أنه قد يؤثر على أعضاء أخرى وذلك من خلال الأعراض التالية: - طفح وتقرحات جلدية. - التهاب العينين. - فقر دم والتهاب الغدد اللمفاوية. - تليف الرئتين وتجمع سائل في الغشاء البلوري. - التهاب الغشاء الذي يغلف القلب. - متلازمة جوغرن: وهي عبارة عن جفاف الفم والعينين. - متلازمة فلتي: وهي عبارة عن نقص في كريات الدم البيضاء وتضخم في الطحال وقابلية للالتهابات الجرثومية. - التهابات الأوعية الدموية. * وحدة الأمراض الروماتيزمية