بدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا أمس الخميس في بروكسل للاتفاق حول موقف مشترك ازاء المعلومات عن قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس على هيئات دبلوماسية اوروبية. وكادت هذه المعلومات التي كشفها المستشار السابق للاستخبارات الأمريكية ادوراد سنودن ان تؤدي الى تعليق المحادثات المنتظرة منذ زمن بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة حول اتفاق للتبادل الحر من شأنه تعزيز اقتصاد الجانبين بمليارات الدولارات. ومن المتوقع ان تستمر المشاورات المغلقة لساعات، بحسب مسؤولين دبلوماسيين كبار. ويأتي الاجتماع غداة خلاف بين برلين وباريس حول طريقة التعاطي مع محادثات اتفاق التبادل الحر، اذ حاولت فرنسا الدفع باتجاه ارجاء المفاوضات بينما فضلت المانيا ان تنطلق في الموعد المحدد لها الاسبوع المقبل. وفي النهاية، اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو التوصل الى تسوية فالمحادثات ستنطلق في موعدها لكن في الوقت نفسه ستقوم مجموعات عمل بتقييم حجم التجسس الأمريكي. وفي محاولة للحد من حجم الفضيحة تحادث الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هاتفيا الاربعاء حول المخاوف الاوروبية. وجاء في نص الاتصال الذي نشرته واشنطن ان اوباما "اكد للمستشارة ان بلاده تأخذ قلق حلفائها الاوروبيين على محمل الجد". واضاف البيت الابيض انه تم الاتفاق على عقد "اجتماع على مستوى عال" بين مسؤولين امنيين من الولاياتالمتحدةوالمانيا في الايام المقبلة للتباحث في القضايا الامنية وان الحوار بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة حول عمليات التجسس سيبدأ خلال الأيام الثلاثة القادمة. واعلن المتحدث باسم ميركل انها ترحب باعلان اوباما ان الولاياتالمتحدة ستزود بمعلومات حول نشاطات التجسس التي تقوم بها وكررت التزام واشنطنوبرلين بخوض محادثات التبادل الحر. واضاف المتحدث شتيفن سايبرت في بيان ان "محادثات التبادل الحر لا تزال تحتل اولوية كبرى وستبدأ في الثامن من يوليو". وتوترت العلاقات بين واشنطنوبروكسل منذ كشف سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الأمريكي معلومات بان الولاياتالمتحدة تجمع كماً هائلاً من المعلومات عبر التجسس على الاتصالات الهاتفية والالكترونية في العالم. وكانت روسيا قد انتقدت أمس الخميس تعامل سلطات فرنسا والبرتغال وإسبانيا مع طائرة الرئيس البوليفي إيفو موراليس، واعتبرت أن تصرّفها منافٍ لعلاقات الصداقة مع بوليفيا وروسيا على حد سواء. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية الروسية "نعتبر تعامل سلطات فرنسا وإسبانيا والبرتغال تصرّفاً غير ودي مع بوليفيا وكذلك حيال روسيا، التي غادر منها الرئيس موراليس بعد انتهاء زيارة رسمية له، كما أن رفض منح الطائرة حق عبور الأجواء الجوية يشكل تهديدات لسلامة ركابها وانتهاكا لسيادة دولة ذات سيادة". ودعا البيان أعضاء المجتمع الدولي للالتزام بدقة بالمبادئ والقوانين الدولية في التعاون بين الدول واحترام سيادة كل دولة ورئيسها بوصفه الممثل الأعلى لها، مشيرا إلى ان رئيس الدولة شخصية تتمتع بالحصانة الدولية. وقال إن روسيا ستسعى من خلال أعمالها في الاممالمتحدة "إلى مراعاة أعراف القانون الدولي بشكل صارم، حيث يضمن القانون حصانة مثل هذه الشخصيات ويحظر التطاول عليها وعلى حريتها وكرامتها". وكانت فرنسا والبرتغال وإسبانيا رفضت السماح لطائرة الرئيس البوليفي المغادرة من مطار موسكو بعبور أجوائها، لشكها بأنها تقل على متنها موظف الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن، ما اضطر الطائرة للهبوط اضطراريا في مطار العاصمة النمساوية فيينا، حيث خضعت هناك للتفتيش. وكان موراليس اعلن في وقت سابق ان بلاده مستعدة للنظر في طلب اللجوء الذي تقدم به سنودن الذي لا يزال عالقا في احد مطارات موسكو. وأعربت دول الاتحاد الاوروبي عن قلقها الشديد ازاء معلومات كشفها سنودن المتعاقد السابق لدى وكالة الامن القومي الاميركية مفادها ان الولاياتالمتحدة تجمع كما هائلا من المعلومات. وحاولت فرنسا اقناع الدول الاخرى في الاتحاد الاوروبي على ارجاء المحادثات حول التبادل الحر بينما فضلت المانيا ان تمضي قدما في الموعد المقرر لها.