نددت روسيا امس، بمنع فرنسا واسبانيا والبرتغال طائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس من عبور مجالها الجوي بعد اقلاعها من موسكو، مما اضطرها للتوقف في فيينا وذلك للاشتباه بأن على متنها المستشار السابق للاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن الذي تطالب واشنطن بتسلمه. وفيما حظي موراليس باستقبال الابطال لدى وصوله الى بلاده، أبدت فرنسا أسفها لما اعتبرته سوء فهم ادى الى اغلاق اجوائها امام الطائرة. أتى ذلك في وقت اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسيل امس، للاتفاق على موقف مشترك ازاء المعلومات عن قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس على هيئات ديبلوماسية اوروبية، كما كشف سنودن. واصدرت الخارجية الروسية بياناً رأت فيه ان «لا يمكن اعتبار سلوك السلطات الفرنسية والاسبانية والبرتغالية تصرفاً ودياً ازاء بوليفيا وروسيا». واضاف البيان ان «روسيا تدعو مجدداً كل أعضاء الاسرة الدولية الى احترام مبادئ القانون الدولي في العلاقات بين الدول وسيادة كل الدول التي يعتبر رئيس الدولة الممثل الاعلى لها». وتابع البيان ان «رفض السماح للطائرة بدخول المجال الجوي كان يمكن ان يشكل تهديداً لسلامة الركاب على متنها ومن بينهم رئيس دولة ذات سيادة». وكان موراليس اعلن خلال زيارة الى موسكو الثلثاء ان بلاده مستعدة للنظر في طلب اللجوء السياسي الذي تقدم به سنودن العالق في احد مطارات موسكو منذ 23 حزيران (يونيو) الماضي. واضطر موراليس خلال عودته الى بوليفيا الى التوقف في فيينا طيلة 13 ساعة مساء الثلثاء بعدما رفضت الدول الاوروبية الاربع السماح له بعبور مجالها الجوي. وفي النهاية تمكنت الطائرة من الاقلاع والعودة بعد ان اكدت بوليفيا والنمسا عدم وجود سنودن على متن الطائرة. واعتبر موراليس ان الحادث كان «خطأ تاريخياً». اسف فرنسي وفي محاولة تهدئة التوتر الذي طرأ على العلاقات بين البلدين، اتصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بنظيره البوليفي دافيد تشوكيوانكا، مؤكداص له ان باريس لم تكن أبداً تنوي رفض عبور طائرة الرئيس البوليفي مجالها الجوي. واعرب فابيوس «عن اسف فرنسا للازعاج الذي حصل للرئيس موراليس بسبب التاخر في تاكيد الاذن بعبور الطائرة الرئاسية مجالها الجوي»، كما افاد الناطق باسم الوزارة فيليب لاليو في بيان. واضاف ان خلال تلك المكالمة شدد فابيوس على ان «الاذن بعبور المجال الجوي صدر ما ان تبلغت السلطات الفرنسية ان الطائرة المذكورة هي طائرة الرئيس موراليس»، كما اكد انه، «بطبيعة الحال، لم يكن أبداً في نية فرنسا رفض السماح لطائرة الرئيس موراليس بدخول مجالها الجوي وهو مرحب به دائما في بلادنا». وقبل ذلك، اعلن الرئيس فرنسوا هولاند انه اعطى «فوراً» الاذن بعبور طائرة ايفو موراليس المجال الجوي الفرنسي ما ان علم انه على متن الطائرة. وقال هولاند: «كانت هناك معلومات متناقضة حول ركاب الطائرة» في اشارة الى الاشاعات الخاطئة حول وجود ادوارد سنودن الذي سرب معلومات مثيرة حول التجسس الالكتروني الاميركي والمطلوب في واشنطن. واضاف: «ما ان علمت انها طائرة الرئيس البوليفي، اعطيت فوراً الاذن لعبورها» المجال الجوي الفرنسي. ولدى وصوله الى بلاده، قال الرئيس البوليفي ان «على بعض بلدان اوروبا ان تتحرر من الهيمنة الاميركية لكنننا نحن لا نخاف لاننا شعب أبي وسيد»، وذلك في كلمة مقتضبة في مطار ايل التو قرب لاباز الذي وصله فجر أمس. واعلنت وزارة الخارجية البوليفية الاربعاء انها ترفض طلب الولاياتالمتحدة استلام ادوارد سنودن، وقالت «انه طلب استلام غريب غير قانوني، لا اساس له، ومثير للشكوك، وسنرفضه بشكل فوري وقاطع».