حين كان سعد الأصغر بين أشقائه في السابعة من عمره وبينما انشغلت الأم بحفل زواج شقيقته الكبرى ارتفعت درجة حرارة الطفل وتعدت الأربعين مسببة له نوبات من التشجنات التي تأتي نتيجة هذا الأرتفاع في درجة حرارة الجسم ولم تترك جسد الصغير حتى أفقدته بصره ويبست قدماه بشكل تدريجي فلم يصل للمرحلة المتوسطة إلا وقد انتهى به الأمر فوق كرسي متحرك وأجهزة كتابة تعتمد على طريقة «برايل» الخاصة بفاقدي البصر وبينما كان يتابع دراسته في معهد خاص بالكفيفين اعتذر فجأة المعهد عن استقباله لإكمال تعليمه بحجة أنه مقعد يحتاج إلى مرافق فأصبحت لديه إعاقتان بينما المركز يستقبل كفيفي البصر فقط..، احتارت الأم المسنة ماذا تفعل وهي الأرملة التي لا تملك شخصاً يرافق ابنها في مركز دراسته فاستسلمت لبقائه في المنزل حتى بلغ الرابعة والعشرين من عمره وتلجأ بين فترة وأخرى للجيران أو بعض المعارف للخروج بابنها الجالس فوق كرسيه المتحرك من أجل التنزه. تقول أم سعد« أعيش مع ابني المعاق وشقيقته المطلقة والتي برفقتها أبناؤها فهد ونورة ولا عائل لنا بعد الله سوى ما تجود به أيدي أبنائي الثلاثة والذين يعيشون بعيداً مع زوجاتهم وأبنائهم ووظائفهم المتواضعة وتصرف لي الدولة جزاها الله خيراً كل عام خمسة آلاف وخمسمائة ريال مصروفاً لإبني سعد ونعيش مستورين بحمد الله إلا أن المسؤولية أثقلت كاهلي منذ أن أصبح سعد يطلب الزواج ولا أملك له في هذا الجانب قدرة فمن أين أجد له زوجة ترضى به مع العلم أنه بكامل قواه العقلية وقد استطاع والده حين كان على قيد الحياة استخراج أمر السماح له الزواج من الخارج وكان سعد حينها في الثامنة عشرة من عمره إلا أن السفارة المعنية في الخارج رفضت زواجه بحجة صغر سنه حينها.. والآن يعتبر هذه التصريح منتهي الصلاحيته بسبب الوقت وبحاجة إلى تجديد وليس لدي من يتحرك في اتجاه مصلحة هذا المسكين الذي يبقى طوال يومه في نزاع معنا من أجل طلب الزواج..» وتتابع أم سعد وهي تبكي قائلة: كان ابني الكبير يرعى كل مصالحنا وكان يسكن معنا هو وزوجته ولكن مشيئة الله أرادت أن يفارق الحياة نتيجة أزمة قلبية منذ أشهر قليلة وزوجته لاتزال حامل تنتظر مولودها الأول..» وتستطرد «مشكلتي الأساسية تزويج سعد.. أين أذهب وكيف أصنع وقلبي يتفطر ألماً على من ذهب وحسرة على الباقي أمامي الذي يطلب الزواج وليس بيدي حيلة.. ساعدوني يا أمة محمد وارحموا ضعفي وكبر سني..» للاستفسار الأتصال على 4871000 تحويلة 4608-4606