لم تتأخر كثيراً على امتطاء دفة أخبار التاسعة في قناة"MBC", متميزه بعفويتها وإخلاصها للعمل الإعلامي, أولينا الحاج أحد الوجوة الجادة في القناة الأكثر شهرة عربياً, ساهمت في التنوع والإضافة عبر أخبار "التاسعة",إذ قدمت نفسها بالشكل الذي تريده, رغم خبرتها القليلة في الإعلام المرئي. أولينا الحاج اجابت "بصراحة وعفوية" في هذا الحوار: هناك من يقول إن مقدم النشرة الإخبارية يحظى بصفة التميز والكفاءة, ومنهم من يراها تذكرة مرور لنهاية المشوار لجمودها..أين تقف أولينا في عن هذا الرأي؟ - دعني افسرها بشكل مقنن, هناك من يرى أن تقديم نشرة الأخبار الرئيسية نهاية أو قمة المشوار الاعلامي، إذ إنها بمثابة تتويج لكفاءة وقدرات المذيع، ولكن رأيت أنا في تقديمها مجرد البداية. فرغم جديتها، إلا أنها محدودة المهام، لذا فقد تكون عائقا أمام تطوير أداء المذيع وتطوير فكره الصحافي. إذن انت محظوظة عندما قدمت نشرات أخبار"شهيرة" وأنت في بداية المشوار؟ - بالفعل كنت محظوظة جدا لاختياري في تقديم احدى أهم نشرات الأخبار في العالم العربي، فلا ننسى أن أخبار التاسعة من "MBC" كانت أول نشرة أخبار إقليمية عربية شاملة، وذلك قبل ظهور القنوات الاخبارية التي تبث الأخبار على مدار الساعة، فكان المشاهد العربي ينتظر حتى مساء كل يوم لمعرفة أخبار المحيط ، وكانت "MBC" شبه منفردة في تقديم أخبار عربية إقليمية منوعة له. أخبار التاسعة خضعت لجراحة تجميلية جذرية لكن.. في السنوات السابقة كان المشاهد البسيط ينتظر نشرة الأخبار لمعرفة ما يدور حوله, وبعد الانفتاح وتعدد البرامج الإخبارية على شبكة "الأنترنت", قد نقول إنها تعجز في تأكيد تواجدها مقارنة مع سرعة الخبر في وسائل الإتصال الحديثة؟ - طبعاً..حينما برزت القنوات الاخبارية البحتة, وأصبحت وسائل الانترنت متاحة لغالبية الناس، لم يعد الفرد بحاجة للانتظار طويلا للحصول على الخبر. لذا تبدل توجه نشرة أخبار "MBC" وأصبحت تقدم باقة من الأخبار السياسية، بالاضافة الى الأخبار الطبية والثقافية التي تهم الناس أيضا وتعطيهم انطباعاً بالتنوع الخبري, لذا قد تستطيع أن تكون موجوداً بين كثافة الأخبار وهو السر في نجاح"التاسعة". النشرات الإخبارية قليلاً ما يحدث فيها شيء من التطوير أو الإضافة..حدثيني عن أخبار "التاسعة"؟ - عندما جلسنا على مقاعد النشرة، أنا وزميلي حمود الفايز، خضعت أخبار التاسعة لجراحة تجميلية جذرية، إذ أصبحت تقدم للمشاهد "ما وراء الخبر" في الأحداث السياسية، خصوصا الانسانية منها. بالاضافة الى فقرة مفكرتي، ولأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط، يقوم المذيع بإعداد وتقديم فقرة خاصة به يقدمها خلال النشرة، يعبّر فيها عن رأيه بحرية عن مواضيع يرى أنها قد تهم الآخرين، مثلما اهتم بها هو عندما قرأها أو عاشها. إذن أنت تتحدثين عن تقديم الرأي وبحرية، لكن هل أنتم أحرار في إبداء الرأي وقول الحقيقة؟ هل هناك من اعلام نعتبره موضوعيا؟ وكيف تتعاملون مع الاخبار الكاذبة؟ - في فقرة مفكرتي، أنا شخصيا أتحدث بصراحة. قد يكون هناك أشياء أفضل ألا أذكرها لأنني بكل بساطة لا أرى أنها تناسب مشاهدي"MBC" المتنوعين (عوائل، كبار وصغار، مهتمون بالشأن السياسي ومن غير المهتمين أيضا) فأتجنب ذكرها - ولكنني قد أذكرها لو اختلفت طبيعة أخبارنا. المعلومات التي أقدمها في هذه الفقرة دقيقة، إذ أقوم بالتأكد من صحتها شخصيا، ولكن عندما تكون المعلومة أو الفكرة ذاتية، أشير الى أنها "من رأيي". أما عن مدى موضوعية وصدقية الإعلام وهل هناك فعلا من إعلام موضوعي، برأيي أنه ليس هناك من إعلام صادق، وليس هناك من إعلام موضوعي في عالمنا العربي وفي العالم كله. تتحدثين عن هذا, وأنت تعملين في أهم القنوات بالعالم العربي؟ - علي أن أوضح أن المصداقية والموضوعية أمران مختلفان تماما؟!. ولك أن تتخيل أن انعدام الصدقية في الاعلام يأتي على نحوين، الأول هو وجود إعلام يلفق ويتلاعب بمجريات الحدث ويسرد أخباراً من نسج "قلة ضمير" العاملين فيه، ليفيد أجندة معينة. الثاني هو الإعلام ذو نية صادقة، وبما أنه من شبه المستحيل رصد الحقيقة مئة في المئة، فقد تذهب كل وسيلة إعلام ضحية لمصدر الخبر، إن كان المراسل الموجود في جزء صغير من المنطقة التي تدور فيها الأحداث وغير قادر على نقل ما يدور من أحداث في الشارع الموازي والتي قد تكون مناقضة للأحداث الذي يراها في مكانه، لذا فقدرته وحدها غير قادرة وكافية لتأمين تغطية دقيقة – ناهيك عن الأخطاء البشرية التي قد يرتكبها، ولا مفر منها, وإما تقع القناة ضحية مصدر خبرها الثاني، وهو وكالات الأنباء التي ترسل الأخبار الى القنوات على مدار الساعة، والتي بدورها أيضا قد تورد خبرا كاذبا أو غير مؤكد بعد، بهدف التنافس على سرعة إيفادها مع الوكالات الأخرى. أما عن انعدام الموضوعية، فهناك أيضا وجهان. الأول، عندما تمارس القناة "سياسة انتقائية" في بثها للأخبار، أي تختار أن تنقل خبراً معيناً وتغض الطرف عن آخر، لتفيد سياسة معينة. هنا قد تكون القناة صادقة في نقلها للخبر، ولكنها غير موضوعية في نهجها. والسبب الثاني، في وجهة نظري، لانعدام الموضوعية في الاعلام، هو أنه ليس هناك من حقيقة واحدة في الحياة، بل هناك أوجه نظر، تختلف من شخص لآخر، لأننا في الأساس كبشر مختلفون.في المقلب الآخر، صحيح أنه ليس هناك من حقيقة، ولكن هناك واقع. إذا أخذنا أحداث سوريا على سبيل المثال، من شبه المستحيل أن نعرف تماما كيف بدأت الاشتباكات وما الهدف منها ومن بدأ بأعمال العنف, ما يعني أنه من المستحيل أن نعرف الحقيقة، ولكن "وجود" اشتباكات وحرب ودمار وقتلى في شوارعها، فهذا "واقع"، وهذا هو ما تحاول أخبار "MBC" أن تنقله للمشاهد، وهكذا تختلف أخبار"mbc"عن سائر نشرات الأخبار في القنوات الأخرى، فنحن ننقل "الواقع" بغض النظر عن "الحقيقة". ولكن إذا كان المشاهد يبحث عن حقيقة الحدث، فعليه أن يتابع الأحداث، أولا من مصادر عدة، وثانيا عبر وسائل مختلفة، خصوصا وأن الخبر المنقول عبر التلفزيون مرتبط بالصورة" لا خبر من دون صورة، لذا فقد يختلف وجه الخبر تماما بين وسيلة وأخرى" هكذا يكوّن المشاهد الفكرة الأكثر موضوعية في باله. أولينا الحاج