بين ثنايا الذكريات يولد الحنين الذي يفجره شعور العودة الى الديار، وكلما عانقت العين وطنها الذي سكنته، وسبقها الشوق اليه انهملت دموع الوله والعشق رقراقة لملامسة الثرى وتقبيل زوايا الارض بسهولها وبطاحها، وهي تداعيات مختلطة بين البكاء والفرح تنموا في خلجات القلوب النقية لتزرع حقولا من الصفاء والوفاء. يقول شاعر جازان الشعبي محمد عطيف (النابوش) في اشتياقه لديرته التي ابتعد عنها فترة طويلة من الزمن وحن اليها حنين الطفل لحضن امه: يارب تلهمني عظيم الصبر واربخ ليالي امسهر واشتقت للديرة ان كان ذا حظي وحكم القدر رضيت به يا بشر واموت في الديرة اشتقت للديرة يا كاذية عرفك سرا بي ومر وامشوك يحمي امحشر واشتقت للديرة ياما غرست امشيح بين امخضر وامفل فاتش عصر واشتقت للديرة ما احلا مقيلة تحت ظل امشجر وامغيل تحتك عبر واشتقت للديرة وامغيم يضحك وابتسم بالمطر رشرش عروق امزهر واشتقت للديرة مال امعفى وامزرع فوق امكدر وامضبي بينه نشر واشتقت للديرة يختال بامصدرة وطبز اموزر وكحلته وامزقر واشتقت للديرة كلمعة البراق لما زهر من مبرقه وامشعر واشتقت للديرة جنب ورب العرش عنه ستر وشافني واعتصر واشتقت للديرة سود امحواجب شاقني وامغرر والسن أربع عشر واشتقت للديرة وقمعة امحنا ونقش امشذر ورحته بامصدر واشتقت للديرة وقف وسلم وابتسم واعتذر فهمت بالمختصر واشتقت للديرة في ذمته قلبي بكى وانكسر من لمحته والنظر واشتقت للديرة يا غارة الرحمن انا في خطر ضاع امعقل وامخبر واشتقت للديرة يارب تلهمني عظيم الصبر واربخ ليالي امسهر واشتقت للديرة ان كان ذا حظي وحكم القدر رضيت به يا بشر واموت في الديرة اشتقت للديرة