مهم جدا أن يوجه الرياضي إلى استخدام الطرائق والوسائل الخاصة والتوسع من اجل الوصول إلى حالة الكمال والثبات وهذا ما نشاهده مثلا بان رياضة المستويات تتطلب من الرياضي إلى توجه ذي مستوى عالٍ من تكنيك وتكتيك وقدرات بدنية عالية، وأن تحقيق المستوى الرياضي العالي يتطلب مجموعة من الشروط والمؤهلات لابد من توافر درجة عالية من القابلية الجسمية والنفسية، إضافة إلى الجانب الصحي. هذا من جانب ومن جانب آخر فلا بد من أن تكون هنالك علاقة بين حمل التدريب والراحة وتنظيم هذه العملية مع ضرورة الموازنة بين الوقت المخصص للتدريب وأوقات العمل اليومي، والتركيز في انتظام الحياة اليومية للاعبين، كل هذه الأمور تشكل وحدة متكاملة من اجل تحقيق الانجاز الرياضي العالي، وعملية التدريب للمستويات العليا تشكل المحطة الأخيرة من العملية التدريبية إذ يركز الرياضي في تطوير مستواه ويكون العمل التدريبي منصباً لتطوير المستوى الرياضي. إن الهدف من تدريب رياضة المستويات العليا هو التخصص في الفعالية الرياضية والوصول إلى أعلى المستويات والقدرات وهذا يتطلب ضرورة الاستمرار في العملية التدريبية مع الأخذ بنظر الاعتبار زيادة التخصص على أساس القابليات التي يصل إليها اللاعب، غالبا ما نجد ان هناك تباينا في الرأي حول العوامل التي تسهم الى حد كبير في تحقيق الانجاز الرياضي من خلال الاستخدام الامثل لمختلف العلوم الرياضية من نظريات التدريب والفسلجة الرياضية والبايوميكانيك وغيرها من العلوم الاخرى، او الايمان بخوارق الانجاز والمواهب التي ليس لها حدود. وامام هذه المعطيات يمكن ان نناقش من خلال السؤال التالي: (هل هناك ما يسمى بخوارق الانجاز الرياضي، وهل يمكن ان نؤمن بذلك على حساب العلوم والمعارف الانسانية؟) يرتبط تحقيق كل انجاز في المجال الرياضي بمجموعة من الشروط والمتطلبات، ويجب ان تكون واضحة المعالم للعاملين في حقل التخطيط للحصول على الانجاز والبطولات، لذا تعد معرفة هذه الشروط من المبادئ الاساسية المهمة لرسم البرنامج الصحيح والمنظم للعملية التدريبية، ويتم التمييز في هيكل الانجاز بين جزئين هما العوامل الداخلية الخاصة والذاتية، وهي المتعلقة بالرياضي او الفرد المزاول للنشاط البدني الذي يحاول الوصول الى الانجاز العالي، لهذا يجب تحديد هذه العوامل بوضوح ليتمكن المدربون من العمل عليها وابرازها وتطويرها وتتلخص بالصفات النفسية والسلوكية والقدرات التكتيكية والقدرات التوافقية والمهارات الفنية والبدنية والصفات الجسمية (البنيوية). اما العوامل الخارجية غير الذاتية فهي العوامل التي تؤثر في الانجاز، لكنها ليست ضمن سيطرة القائمين على العملية التدريبية، لكن يتم التخطيط لتقليل اثرها في الانجاز او الاستفادة منها، وهي طبيعة الملاعب الرياضية ونوعية الاجهزة والتجهيزات الرياضية. وسلوك اللاعب الزميل او المنافس في الالعاب الجماعية والاحوال الجوية والظروف المناخية ودرجة الحرارة والضغط الجوي، وسلوك الجمهور وسلوك المدرب الحكم. ترتكز العملية التدريبية على ابراز العوامل الداخلية الذاتية الخاصة والتدريب على تطويرها، الا ان هذا التدريب يجب ان يراعي الشروط الخارجية ايضاً للعلاقة المتبادلة بينهما التي تظهر اثناء العمل من اجل تحقيق الانجاز، ويمكن هنا التحدث بشكل اكثر تفصيلاً عن العوامل الخاصة التي تحدد الانجاز في الالعاب الفرقية (الجماعية)، إذ تنقسم بدورها القدرات الفردية والقدرات الجماعية اولاً بقدرات الانجاز الفردية والقدرات النفسية والحركية والايديولوجية، من حيث كمية المعلومات المتوافرة لدى اللاعب وحسن التصرف في المواقف وتكوين القناعات الجماعية والقدرات التكتيكية والتكنيكية والقدرة المهارية والمعرفة التخطيطية والقدرات التوافقية ومدى تطور مكوناته من القدرة على بذل الجهد المناسب والقدرة على تقدير الوضع وسرعة الاستجابة الحركية وامكانية الربط الحركي والتكيف والتوازن والايقاع الحركي ثم القدرات البدنية التي تشمل بصورة عامة (القوة، التحمل، السرعة)، والقدرات الخاصة لنوع اللعبة او الفعالية والقدرات الجسمية والعناصر البنيوية التي تشمل طول القامة والتناسق المثالي بين اطراف الجسم، واستخدام احدى او كلتا الذراعين او الرجلين في اللعب. قدرات الانجاز الجماعية تتمحور حول التكتيك الجماعي، اي التصرفات التكتيكية لمجموعات الفريق كالجري لأخذ المكان والتمرير وغيرها، كذلك التصرفات التكتيكية للفريق كالهجوم من مركز محدد او الهجوم المعاكس او دفاع المنطقة وتشكيلة الفريق والتخصص على مركز معين وتحديد المهام والواجبات في الملعب وامكانية اللاعبين المميزين في الفريق ومدى انسجامهم، كذلك اهمية تحديد قائد الفريق (رئيس الفريق). وقوة الكفاح الجماعية ووحدة الهدف المنشود والعمل على تحقيقه، ونوع العلاقات المتبادلة بين اعضاء الفريق والقدرة على تعبئة الذات وتشجيع الآخرين واللعب بشكل منتظم.