اقضي هذه الأيام إجازة في الولاياتالمتحدة. وقد خطرت ببالي خواطر عدة وأنا أحاول أن أقارن بين ما يجري في بلدي وما أشاهده هنا. النظام أسلوب حياة أشاهد النظام هنا وأتذكر الفوضى هناك وأتساءل لماذا نحن هكذا وهم كذلك؟ الناس هنا يقفون في الصف عند كل مكان يتطلب ذلك؛ في البقالة في السينما.عند المطاعم هنا تصل إلى التقاطع الجميع يقف عند إشارة قف وينطلق اولا من وصل التقاطع اولا. بينما في بلدي الناس في صراع وكل يرى انه أحق في الأسبقية ولا يعير غيره أي اعتبار إلا إذا كانت سيارته بي أم والمنافس عراوي. في الطريق الذي أسلكه يوميا يوجد مجمع للكنائس. وفي صباح الأحد تكون المواقف مزدحمة، ولكن الجميع ينتظر دوره ويقف في الأماكن المحددة؛ لا وجود لوقوف مزدوج أو على الرصيف. ولك أن تتخيل الوضع عند جميع المساجد في المملكة وفي كل فرض وليس فقط يوم الجمعة. في مجتمعهم الأحقية أسلوب حياة؛ بكل بساطة من يصل أولا يخدم أولا. أيضاً خلال مشاويري اليومية أمر من عند مدرسة ابتدائية للأطفال. عن انتهاء الحصص بعد الظهر تقف سيارات "المامات" في طابور واحد لا أبالغ إذا قلت ان طوله يتجاوز النصف كيلو متر وتتقدم السيارات بانتظام وهدوء واحدة تلو الأخرى ولا احد يتجاوز. بينما الجميع يرى ما يحدث في بلادنا. في عطلة نهاية الأسبوع معظم الناس هنا تذهب إلى الشاطئ. عند غروب الشمس يغادر الجميع لكن لا ترى أثراً خلفوه سوى قصور الرمل التي شيدها الأطفال أثناء لعبهم على رمال الشاطئ. لا مناديل أو علب ببسي وما شابه. ولا بد أن معظمكم قد ذهب إلى شاطئ العزيزية أو شاطئ نصف القمر أو أي متنزه آخر ورأى الوضع البائس هناك. وعندما تلفت نظر أحدنا إلى أهمية عدم رمي القمامة على الأرض يرد عليك "يا أخي البلدية بينظفون". طيب يا أخي ليش توسخ بالأول. أعود إلى التساؤل أليس ديننا الحق هو الذي يحض على أن "احب لأخيك ما تحب لنفسك" و"النظافة من الإيمان" ترى ماالذي تعلموه ليكونوا كذلك، وما الذي أهملناه لنكون هكذا؟