تتزايد استخدامات الاتصالات المتنقلة عالمياً، والمملكة ليست بعيدة عن هذا التطور إذ بلغ معدل اشتراكات الاتصالات المتنقلة 181% من عدد السكان خلال العام الماضي أي إن عدد الاشتراكات أكثر من عدد السكان، وذات الشيء ينطبق على دول الخليج إذ شهدت الإمارات تجاوز معدل الاشتراكات 159%، جاء ذلك في دراسة حديثة نشرتها "سيسكو للخدمات الاستشارية". وتعتبر البيانات في الاتصالات المتنقلة جزءاً كبيراً من هذا النمو، فهي تشكل حوالي نصف اشتراكات الاتصالات المتنقلة في الإمارات، وفي المملكة وصلت اشتراكات اتصالات النطاق العريض اللاسلكية إلى 11.7 مليوناً في الربع الثالث من 2012، أي أكثر من خمسة أضعاف عدد الاشتراكات في خطوط الاتصالات الأرضية عريضة النطاق، وهذا العدد المتزايد من اتصالات النطاق العريض عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من المتوقع أن يستهلك أكثر من 1.1 إكسابايت من البيانات (أكثر من مليار غيغابايت) في المملكة و677 بيتابايت في الإمارات بحلول 2017. كما شهدت تقنية "واي فاي" اللاسلكية مستوى عالياً من النمو وبشكل كبير في المنطقة منذ بدايات العقد الماضي، ويتوقع "مؤشر شبكات سيسكو المرئية" أن حركة بيانات الإنترنت العالمية المنقولة عبر تقنية "واي فاي" اللاسلكية ستشكل نسبة 46% من إجمالي حركة بيانات الإنترنت بحلول 2015، وذلك يشمل الشرق الأوسط. ووفقاً لدراسة "واي فاي" التي أجرتها وحدة أعمال "سيسكو للخدمات الاستشارية"، فإن هذا النمو الكبير في حجم البيانات اللاسلكية سيشكل عبئاً كبيراً على مستوى القدرة الاستيعابية لمشغلي الاتصالات المتنقلة في المبطقة، الذين يسعون بكافة جهودهم لضمان توفير "الوصول الشبكي عالي السرعة لحزم البيانات" (HSPA) مع تقنية "التطور طويل الأمد" (LTE)، ويمكن أن يكون الحل عبر تقنية "واي فاي" اللاسلكية، وذلك من خلال إحداث تحول في الوصول اللاسلكي إلى الإنترنت من خلال تقنية "واي فاي" التي تقدم سرعات أعلى وأمنا إلكترونيا معززا وتوفر أكثر للاتصالات عبر الأغلبية العظمى من الأجهزة الاكترونية المتصلة شبكياً عبر خاصية "واي فاي". وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن يعمل مشغلو الاتصالات المتنقلة على دفع عجلة نمو تقنية "واي فاي" اللاسلكية من خلال تسارع وتيرة تبني التكنولوجيا، ولذلك ينبغي على مزودي خدمات الاتصالات اعتبار تقنية "واي فاي" محور رئيسي لاستراتيجياتهم المتعلقة باتصالات النطاق العريض وذلك لزيادة العائدات وتخفيض التكاليف، وذلك من خلال تقديم أربع نماذج كما تشير الدراسة أولها تقديم خدمة "واي فاي" بشكل مباشرة للمستخدمين، أو تقديم خدمة "واي فاي" بشكل غير مباشرة من خلال طرف ثالث كالمطارات والمراكز التجارية، أو تقديم خدمة "واي فاي" بالجملة لمشغلي الاتصالات المتنقلة الآخرين او لمشغلي الاتصالات المتنقلة الافتراضية، أو تفريغ أعباء بيانات الاتصالات المتنقلة من خلال شبكات "واي فاي". وقدّرت الدراسة مقدار تخفيض التكاليف المتوقعة للمشغلين بين 2013 و2017 على أساس أربعة خطط لتفريغ البيانات بنسبة تقارب 26%، أي 901 مليون دولار أمريكي في المملكة و316 مليون دولار في الإمارات، وتنبّه الدراسة إلى أن تفريغ حركة البيانات وتحويلها إلى شبكات "واي فاي" يتطلب استثماراً اضافيا لتطوير شبكة "واي فاي"، وبناء على تحليلات الدراسة ينبغي على مشغلي الاتصالات المتنقلة في المملكة استثمار قرابة 94.6 مليون دولار في الفترة ما بين 2013 و2017 لتوفير تغطية "واي فاي" ل 725 مبنى بمساحة إجمالية تبلغ 7000 كيلومتر مربع ومساحة إجمالية خارج المباني تبلغ 69000 كيلومتر مربع للأماكن المزدحمة في أنحاء الرياضوجدة والدمام والخبر، كما انه سيتوجب على مشغلي الاتصالات المتنقلة في الإمارات استثمار قرابة 51.6 مليون دولار في الفترة ما بين 2013 و2017 لتوفير تغطية "واي فاي" ل 916 مبنى بمساحة إجمالية تبلغ 5600 كيلومتر مربع ومساحة إجمالية خارج المباني تبلغ 26000 كيلومتر مربع للأماكن المزدحمة في أنحاء أبوظبي ودبي والشارقة والعين. وستكون التكاليف أقل إذا تم تخفيض معدلات تفريغ حركة بيانات الاتصالات المتنقلة، وللاستفادة القصوى من الاستثمارات يتعين على المشغلين اتخاذ نهج استراتيجي، مع أخذ تجربة المستخدم والكفاءة على المدى الطويل بعين الاعتبار، وعمل تحليل مالي متكامل، وإجراء تقييم للشبكة، إلى جانب اختيار المواقع الصحيحة لشبكات "واي فاي" سواء داخل أو خارج المباني. وتشير الدراسة إلى أن تفريغ 30% من إجمالي حركة البيانات سيمكن مشغلي الاتصالات المتنقلة في الإمارات من تخفيض التكاليف بنسبة 26% وتحقيق أوجه توفير تصل إلى 316 مليون دولار أمريكي خلال خمس سنوات، وستكون أوجه التوفير أقل إذا تم تخفيض معدل تفريغ أعباء البيانات، فعلى سبيل المثال، إذا كانت معدلات تفريغ أعباء البيانات تبلغ 20% و10% فستكون أوجه التوفير 203 مليون دولار و89 مليون دولار على التوالي، فيما يثمر معدل 5% من تفريغ أعباء البيانات عن وفورات تبلغ 32 مليون دولار. كذلك للسوق السعودي فان تفريغ 30% من إجمالي حركة البيانات سيمكن مشغلي الاتصالات المتنقلة في المملكة من تخفيض التكاليف بنسبة 27% وتحقيق أوجه تتجاوز 900 مليون دولار أمريكي خلال خمس سنوات.