الحياة متعطلة في بومباي عاصمة الهند التجارية منذ عدة أيام في أعقاب فيضانات غير مسبوقة في تاريخ المدينة بسبب الأمطار الموسمية. فقد غرقت شوارع المدينة ودخلت المياه الى البيوت في المناطق المنخفضة وتوقفت خدمات الطيران والقطارات والاوتوبيسات بما فيها القطار المحلي الذي ينقل في الظروف العادية مليون شخص كل يوم ويعتبر عصب حياة المدينة.. ووصل الأمر أن كثيرين من عمال المكاتب والمصانع مضطرون للبقاء في مقار أعمالهم وحتى مطار المدينة مكتظ بمسافرين لا يعرفون أين يذهبون بعد وقف الرحلات وعدم توفر ناقلات وسيارات لنقلهم الى المدينة. وقد تعطلت خطوط الهواتف والكهرباء أيضا بسبب دخول المياه الى الكابلات ولم يبق للسكان إلا الاتصال عبر الهواتف المحمولة. وفي هذه الأثناء اندلعت النار في منشآت النفط قبالة سواحل بومباي - المعروفة ب «بومباي هاي» - فتدمرت قواعد الاستكشاف وقتل 10 أشخاص من جراء النار ولا يزال عشرات في عداد المفقودين بينما جرى نقل 351 شخصا الى البر عبر طائرات الهيليوكوبتر وقوارب القوات البحرية. وقد تدمرت قاعدة التنقيب بصورة شبه كاملة وتقول التقديرات ان إصلاحها يتطلب أربعة أشهر وتكلفة 3448 مليون دولار. وكانت حقول بومباي هاي توفر 38 من احتياجات النفط الهندية. وحتى بورصة بومباي التي هي أهم بورصات الهند فهي الأخرى متعطلة الى جانب البنوك التجارية التي أقفلت فروعها ريثما تنحسر المياه. وكان ارتفاع منسوب الفيصانات يوم أمس وصل الى نحو متر خلال 24 ساعة فغرقت عدة مناطق من بومباي وشوهد الناس وهم يسبحون للوصول الى أماكن أخرى. وهناك أخبار عن موت ما يقل عن مائتي شخص داخل المدينة وضواحيها من جراء الغرق وانهدام البيوت فوق رؤوس أصحابها أو الموت عندما غمرت المياهُ السيارات ويقال أن مئات آخرين لا يزالون تحت الأنقاض ريثما يتم إنقاذهم ويصعب إيصال الحفارات الى مناطقهم بسبب أوضاع الطرق. وتستخدم السلطات طائرات الهيليوكوبتر والقوارب لإيصال المؤون كالأغذية ومياه الشرب كما تمت تعبئة 7000 جندي من الجيش للتعامل مع الكارثة الى جانب الشرطة وقوات الدفاع المدني. وقد قدمت الحكومة المركزية معونة عاجلة لولاية ماهاراشترا - التي تقع بها بومباي - بقيمة 115 مليون دولار للقيام بأعمال الإغاثة الفورية.