تظاهر عشرات الآلاف من البرازيليين مجددا في اكثر من مائة مدينة في البلاد على الرغم من الخطاب التصالحي الذي ألقته الرئيسة ديلما روسيف التي وعدت بالعمل على تحسين الخدمات العامة وخصوصا وسائل النقل. وفي الوقت نفسه، كشف استطلاع للرأي اجراه معهد ايبوب ونشرت نتائجه أمس مجلة ايبوكا ان 75% من المواطنين يؤيدون الحركة الاحتجاجية. واوضح الاستطلاع ان السبب الاول لسخطهم هو الكلفة العالية مع الجودة المتدنية للنقل المشترك (77%) يليه الغضب من الطبقة السياسية (47%) ثم الفساد (33%). وقوبلت وعود الرئيسة اليسارية بالتشكيك على شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا من قبل الشباب الذي ينتمون الى الطبقة الوسطى وينشطون هذه الحركة المناهضة جدا للمؤسسات. وفي بيلو اوريزونتي (جنوب شرق)، ثالث مدن البلاد تظاهر نحو سبعين الف شخص على هامش مباراة بين المكسيك واليابان (2-1) في اطار مباريات كأس القارات لكرة القدم. واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين حاولوا اقتحام الشريط الامني حول الملعب ورشقوا قوات الامن بحجارة. وقالت الشرطة ان 15 شخصا بينهم اربعة شرطيين جرحوا بينما اصيب متظاهران سقطا من جسر صغير بجروح خطرة. وقال ليوناردو دي ميلو الموسيقي البالغ من العمر 23 عاما وكان يشارك في التظاهرات، "نحن ضد المونديال لانها تغطي مشاكل البلاد". وبعيد ذلك، جرت اعمال نهب لمحلات تجارية ومحل لبيع السيارات في حي بامبولا بينما احرقت آلية قرب المطار. واعلنت الشرطة انها اوقفت 22 شخصا بتهمة التخريب. وفي ملعب سلفادور دي باهيا (شمال شرق)، رفع عشرات المشجعين الذين توزعوا على المنصات لافتات كتب عليها "لننزل الى الشارع لتغيير البرازيل" و"لسنا ضد الاختيار بل ضد الفساد". وفي شوارع مدينة سلفادور تظاهر بضع مئات من الاشخاص فقط وهو عدد اقل مما كان متوقعا، وفي ساو باولو المدينة الكبيرة التي تشكل الرئة الاقتصادية للبلاد، تظاهر حوالى خمسة آلاف شخص في اجواء عائلية معظمهم احتجاجا على مشروع اصلاح دستوري ينص على سحب صلاحية التحقيق من هيئات النيابة التي تعد جهة فاعلة في مكافحة الفساد. وفي سانتا ماريا المدينة التي شهدت حريقا في ملهى اسفر عن مقتل 242 شابا في يناير، تظاهر نحو ثلاثين الف شخص. واخيرا في حي لوبلون الانيق في ريو، احتج حوالى اربعين متظاهرا بشكل سلمي امام منزل الحاكم سيرجيو كابرال. وقد نصب بعضهم خياما على امل الاعتصام كما فعل "الغاضبون" في اسبانيا. ويوجه المتظاهرون انتقادات حادة للمبالغ الهائلة التي خصصت لتنظيم كأس القارات لكرة القدم الذي يستمر حتى 30 يونيو، والمونديال في 2014. لكن البرازيليين المعروفون بشغفهم بكرة القدم يبدون مترددين في هذا الشأن اذ ان 67 بالمئة قالوا انهم يؤيدون تنظيم المونديال في بلدهم، مقابل 29 بالمئة يعارضون ذلك.