أوضح تقرير أرامكو السنوي بأنها تتربع على احتياطيات تقليدية من النفط تبلغ 260.2 مليار برميل ومن الغاز 284.8 تريليون قدم مكعب في 2012، وأنتجت 3.479 مليار برميل من النفط، خلال نفس الفترة والتي اعتبرتها الشركة أكبر كمية إنتاج في تاريخها. كما بلغ إنتاج الغاز الخام المسلم إلى معامل الغاز 3.924 تريليون قدم مكعبة قياسية، بزيادة قدرها 8.3 % مقارنة بعام 2011، وهو كذلك أعلى إنتاج خلال سنة واحدة في تاريخ أعمال الشركة، كما انها أنتجت 482 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي منها 82 مليون برميل من المكثفات. كما ارتفعت صادرتها النفطية بمقدار 100 مليون الى 2.51 مليار برميل في 2012 مقارنة بعام 2011، وهذا يؤكد دقة تقديراتنا لصادرات المملكة لعامي 2011 و 2012 (الرياض، 22 ديسمبر 2012؛ 25 ديسمبر 2011). وهنا نشكر أرامكو على شفافيتها بتأكيد هذه المعلومات ونتطلع إلى المزيد من المعلومات والشفافية. لكن المضحك تلك التقارير العالميه الزائفة التي تحاول بكل جهد أن تقلل من قيمة السعودية الاقتصادية وحجم ثرواتها المعدنية وللأسف يصدقها من لا يعرف حقيقة النفط السعودي. هكذا تحدث مركز بحوث الاستثمار (وايت) في مقال بعنوان "The End Of OPEC" أو نهاية الأوبك على موقع نازديك في 17 يونيو 2013 عن حقول النفط السعودية بأنها ستجف سريعا وكأنه يقرأ ما يدور في أذهان أصحاب ذروة الإنتاج من أفكار ضد ثروتنا التي مكنتنا من الوقوف في مصاف دول العالم المتقدم كمجموعة ال 20، وجعلت اقتصادنا أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وقوة جاذبة للعمالة الأجنبية بجميع جنسياتها ورؤوس الأموال الأجنبية بغية الحصول على جزء من عوائد مشاريع التنمية العملاقة والتوسع في مجال صناعة النفط والطاقة والبتروكيماويات عند معدل مخاطره الأقل عالمياً. ولكن على الأقل أقر المركز أن العالم ليس على استعداد للتعامل مع نهاية النفط القديم (نفط السعودية)، ويستطرد ليقول إن سقوط الأوبك سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ولكنه لم يدرك أن عدم الاستقرار موجود الآن في بعض دول الأوبك مثل العراق وليبيا وفنزويلا فالأمر يتعلق بعوامل أخرى في تلك الدول. ويقول إن القلق الكبير يأتي من أكبر حقل نفطي في العالم ألا وهو حقل الغوار الذي ينتج 6.25% من إنتاج العالم والذي وصل إلى ذروته في عام 2005 وكذلك الإنتاج الكلي للمملكة في انحدار. ونقول له ومن على شاكلته، بأن أي حقل نفطي لا بد أن يتناقص ترابطاً مع معدل الإنتاج ولكن ماذا عن الحقول الأخرى والجديدة مثل حقل منيفة وغيره، ولماذا حافظت المملكه على مستوى احتياطيها النفطي؟ إن الخطأ الذي وقعه فيه مركز وايت قوله أن الإنتاج الكلي للمملكة في انحدار وهذا حتماً غير صحيح، وما أعلنته أرامكو أن إنتاجها في 2012 كان تاريخياً، إلا دليلاً قاطعاً على عدم صحة هذه الادعاءات وإلا كيف تكون ذروة الإنتاج في 2005 والإنتاج يسجل معدلاً تاريخياً في 2012. على كل حال لم يصل إنتاج المملكة إلى ذروته وطاقتها الإنتاجية أكبر طاقه في العالم (12.5 مليون برميل يوميا)، وتقلبات الإنتاج بين فتره وأخرى لا يعني أن الإنتاج وصل إلى ذروته لأن ذلك تحدده عوامل السوق من طلب وعرض عند أسعار مقبولة لطرفي المنتج والمستهلك. نفطنا لن يجف ومستمر في تزويد الكهرباء والتحلية والمصافي بالطاقة وعائداته تنفق على مشاريع التنمية التي تزيد من رفاهية المواطن الآن ومستقبلياً، وهذا يحفزنا على الاستمرار في بحوثنا العلمية لتطوير مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة عند أقل التكاليف الممكنة وفي أسرع وقت ممكن. وأقول "نفطنا لنا ونحن أعرف بثروتنا".