بدأ من محل صغير في «حي الديرة» مقابل قصر الحكم بمدينة الرياض عام 1390ه، وبعد مرور سنوات من العمل التجاري سافر إلى دولة البحرين لكونها مقصد كثير من تجار المملكة في ذلك الوقت، ثم دولة الكويت، ورغبة منه في توسعة نشاطه التجاري سافر الى موسكو في عام 1975م وتمكن من الحصول على وكالة للأواني المنزلية لمدة (15) عاماً، ولم يقف عند ذلك النجاح بل اختار كوريا واليابان والصين لاستيراد منتجات ذات جودة وتصميم يناسب الذوق السعودي والخليجي. «سليمان بن محمد صالح السيف» -مدير عام شركة السيف للتوكيلات التجارية- استطاع بالصدق والإخلاص في التعامل مع الآخرين وتجديد المنتج في تحقيق اسم تجاري لامع في بيع الأواني المنزلية، مُستنداً على تجربة «الربح القليل النظيف فيه بركة»، لتشمل مراكز التوزيع أكثر من (1500) عميل داخل المملكة وخارجها، وبعدد من الفروع في المنطقة الغربية والشرقية ومنطقة القصيم والحدود الشمالية، وكذلك المنطقة الجنوبية، ومركز رئيسي في الرياض. «الرياض» تستقصي بدايات ونجاحات رجل الأعمال «سليمان السيف». عدم الحسد ولد "سليمان السيف" في مدينة بريدة ودرس المرحلة الابتدائية هناك، ثم انتقل إلى "حي الظهيرة" في مدينة الرياض مع أسرته، والتحق بالمعهد العلمي ثم انخرط في العمل التجاري، تأثر كثيراً بوالده -رحمه الله-، حيث تعلم منه الصبر و"طول البال"، وحسن الخلق وحب الخير للآخرين، وكذلك عدم الحسد، والرضا بما قدره الله عليه، إضافةً إلى برّه بوالديه وتفانيه في خدمة أسرته وأقربائه ومساعدتهم، كما تعلم من والده الصبر على العملاء الذين لا يستطيعون السداد، وكذلك التنازل عن أي مبالغ مالي لمن يعرف سوء ظروفهم. بساطة الأهالي وعن الفرق الجوهري بين الحياة قديماً والآن، رأى "السيف" أنَّ هناك فروقاً كبيرة وملحوظة من حيث العمل والناس، حيث يغلب على الأهالي في الماضي البساطة وهدوء النفس والرضا بما قدره الله من رزق، وكذلك التواصل الاجتماعي والترابط الأسري، إضافةً إلى حبهم لبعضهم البعض، إلى جانب البساطة في المناسبات العامة والخاصة كالزواجات وغيرها، فالجميع يحضرون بناء على الدعوة ولا يتأخرون، والبشاشة واضحة في وجوههم، مؤكداً أن الوضع الآن مختلف تماماً الآن، فالماديات طغت على كل مظاهر الحياة وأصبحت المناسبات تقتصر على من تربطهم مصالح مادية فقط، ومناسبات الزواجات مجرد إثبات حضور فقط ثم انصراف، كما أصبح حديث الناس الدائم يدور حول أسعار الأراضي والأسهم وما يتعلق بالمادة، مما أفقد الاجتماعات ما كانت عليه في الماضي. دكّان صغير وأوضح "السيف" أن التجارة في الماضي مختلفة تماماً عما هي عليه الآن، حيث كانت بسيطة وسهلة، مبنية على المصداقية، ولا تحتاج إلى كثرة العقود والشروط، فأحياناً يقول التاجر: "بعتك"، فيرد الآخر: "قبلت"، ويُعد هذا العقد ويلتزم به الطرفان سواء ربح أو خسر. وعن بدايات العمل وأبرز مراحل التطور، ذكر أن البداية كانت عام 1390ه في "دكّان" صغير في "حي الديرة" مقابل قصر الحكم لبيع الأواني المنزلية بالتجزئة، ورغبة منه في تطوير العمل سافر إلى البحرين التي كانت في ذلك الوقت مقصد كثير من تجار المملكة لمرونة التعامل فيها، وحصل على عقد أبرمه أحد التجار مع جمهورية الصين، ويرغب ببيعه فاشتراه وأحضره معه إلى الرياض، واتصل بعدة بنوك إلاّ أنها كانت تطلب تأمين مقدم قدره (50%) من القيمة، ليعود إلى البحرين ويتصل ب"حبيب بنك"، وهو بنك باكستاني عامل في البحرين -تحول إلى بنك الجزيرة في المملكة- وعرض عليه فتح الاعتماد فرحب به وطلب (5%) مقدماً. إلى الكويت وذكر "السيف" أنه بعد فتح الاعتماد شحن البضاعة من الصين، وهي عبارة عن "فناجين" بكمية (200) ألف درزن، ثم وصلت إلى ميناء سلمان في البحرين وشحنها إلى الرياض، ومن حسن حظه أنه في حرب 1973 أُوقفت جميع البواخر المتجهة للخليج، فباع الكميات كلها بسعر جيد جداً، وهذه كانت دافعا له وأعطته قوة لتكرار مثل هذه المحاولة. بعد ذلك اتجه إلى دولة الكويت التي فتحت مجال "الترانزيت" برسوم مشجعة، فأخذ يستورد عن طريقها، واستمر نشاطه التجاري هناك، ثم تعرف على مُصدِّر لبعض منتجات الأواني المنزلية من الاتحاد السوفيتي، وفي عام 1975م سافر إلى موسكو بعد حصوله على تأشيرة من سفارة الاتحاد السوفيتي الموجودة في الكويت، وعند وصوله إلى هناك بحث عن مصانع متخصصة في المنتجات المنزلية، وبعد بذل الجهد تمكن من الحصول على وكالة للأواني المنزلية، حيث استمر قرابة (15) عاما مع الاتحاد السوفيتي، الذي كان له أثر كبير في توسعه التجاري، نظراً لصعوبة حصول المنافسين على هذه المنتجات. صنع الدلّة وعن بدايات صنع واستيراد "الدلّة" قال "السيف": لاحظت الناس يشترون دلّة نحاس بمبلغ عال، ثم بعد ستة أشهر يذهبون بها إلى الصانع ليعمل لها طلاء من الداخل بمادة الرصاص -رباب-؛ لأن الدلّة بعد ستة أشهر تُهجر ويكون طعم القهوة فيها غير مستساغ، ليفكر في صناعة الدلة من مادة لا تحتاج إلى طلاء مثل مادة "الإستيل" الذي لا يصدأ ولا يحتاج الى رباب، مضيفاً أنه كانت كوريا في ذلك الحين بلد ناشئ، حيث أخذ عينات من دلّة النحاس وذهب بها إلى كوريا الجنوبية عام 1977م، وعند وصوله الى مطار سيئول وإنهاء إجراءات الوصول تقدم له شخص من الجمارك وسأله: "لماذا قدمت إلى كوريا؟"، فشرحت له سبب قدومي، فسألني: "أين تسكن؟"، فقلت: "بفندق شوجن هتيل" -يسكن فيه غالبية الأجانب-، مشيراً إلى أنه عند وصوله إلى الفندق تفاجأ في الصباح الباكر بوجود (40) شخصا يطلبون مقابلته، فتذكر موظف الجمارك الذي سأله عن سبب قدومه إلى كوريا وأين يسكن. أصفر ذهبي وذكر "السيف" أنه بدأ في إجراء المقابلات مع الكوريين، وعندما وصل إلى الرجل رقم (17) كان شاباً عمره (25) عاماً، وبعد النقاش ارتاح له، وطلب من الجميع الانصراف، ثم سأله ما لديه وما هي إمكاناته؟ فأوضح أن لديه امكانات كبيرة لكن الأمور المادية (صفر)، مبيناً أنه عرض عليه منتج "الدلّة" وتحمس لذلك، وطلب (30) ألف دولار -قيمة القالب-؛ لأن هذا المبلغ غير متوفر لديه، مؤكداً أنه سلّم المبلغ واتفق معه على إرسال العينات بعد ثلاثة أشهر، ثم وصلت العينة المطلوبة من الدلال ذات لون الإستيل الأبيض، وعرضها في السوق، فلم يجد من يشتريها، والكل يقول له: "لو كانت صفراء لاشتريناها"، مشيراً إلى أنه تساءل صاحب المصنع: "لماذا لم يتمكن من بيعها؟"، فذكر له أن السبب هو اللون والناس لا يعرفون الدلة إلاّ الصفراء وبعد ستة أشهر أرسل المصنع عينة لونها أصفر ذهبي، حيث لقيت قبولاً ورواجاً واسعاً وباعها بالكامل. تأسيس شركة بعد سنوات من العمل والخبرة والنجاح قرر "السيف" التوجه إلى اليابان التي بدأت بالظهور كعملاق صناعي قادم بمنتجات تأخذ طابع الجودة، وأسّس مكتب في مدينة "أوساكا" اليابانية، بهدف التواصل مع المصانع لجلب أفضل المنتجات لسوق المملكة، ونجح في توفير ما يحتاجه السوق سواء من اليابان أو كوريا أو الصين، فكان من أوائل الشركات الخليجية التي تعاونت مع نخبة المصانع، وتمكن من تأسيس "شركة السيف للتوكيلات التجارية" عام 1403ه، التي تولى إدارتها بمساعدة بعض الإخوان منذ ذلك التاريخ حتى الآن برأس مال كبير، ومنتجات متنوعة، حيث يستورد أكثر من خمسة آلاف منتج من الأواني المنزلية المتميزة، بتصاميم وأشكال جديدة ترضي جميع الأذواق النسائية والرجالية. وأوضح أنه منذ تاريخ تأسيس الشركة حتى الآن تم بيع أربعة ملايين دلّة تقريباً، ومازال المنتج مطلوبا في المملكة والخليج، لتشمل مراكز التوزيع أكثر من (1500) عميل داخل المملكة وخارجها، وبعدد من الفروع في المنطقة الغربية والشرقية ومنطقة القصيم والحدود الشمالية، وكذلك المنطقة الجنوبية، ومركز رئيسي في الرياض. معوقات العمل وعن أبرز المعوقات التي واجهها في عمله التجاري بقطاع الأواني المنزلية أكد "السيف" على أنه في بعض الأحيان يشهد السوق ركودا في البيع، مما يترتب عليه تكدس المخزون وكثرة العرض وقلة الطلب، وانخفاض نسبة السيولة، كما أنه أيضاً يتأخر العملاء عن سداد ما عليهم من ديون، مما تضطر بعض الشركات إلى التأجيل، مضيفاً أنه من المعوقات تأخر وصول الشحنات في المواسم، مما يدفعه إلى تخزينها إلى العام القادم، أو تأخر الموانئ - كما حصل العام الماضي- حينما تراكمت "الكونتينرات" في ميناء الرياض الجاف، نتيجة تغيير الشركة المشغلة، مقترحاً على وزارة التجارة ومكتب العمل أن ينظروا إلى التاجر نظرة إنصاف، وإعطائه ما يستحق؛ لأن العمل التجاري ليس سهلاً على التاجر، فهو يسافر ويخاطر بنفسه وماله وجهده لاستيراد المنتجات الجيدة لوطنه. طريق شاق ورأى "السيف" أن أساس نجاحه الصدق مع النفس، وكذلك الثقة والإخلاص في التعامل مع الآخرين سواء بائعين أو مشترين، إضافةً إلى المحافظة على الجودة، انطلاقاً من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا"، مبيناً أن العمل بذلك أكسبه سمعة جيدة -بتوفيق الله-، كما يُعد من الأسماء اللامعة في مجال الأواني المنزلية في المملكة والخليج. وبحكم الخبرة الطويلة التي اكتسبها، وجه رسالة إلى الشباب الطموح بأن يضع في حسبانه أن الطريق ليس ممهدا بالورود، بل شاق ويحتاج إلى الكثير من الصبر والمثابرة، مع تأسيس البناء بقواعد صلبة أساسها الصدق في التعامل، وأن يضع أمام عينيه مخافة الله في كل أموره، خاصةً فيما يستورده، مؤكداً أن الربح القليل النظيف فيه بركة، لافتاً إلى أن ضربات الحظ التي يطمح لها الكثير من الشباب يجب أن تحذف من قاموس حياتهم، وأن يكون البناء لبنة لبنة، ليكون قوياً ومتماسكاً ويستمر، مُقدماً رسالة لرجال الأعمال الذين أفاء الله عليهم بالخيرات أن لا يبخلوا في تقديم المشورة والمساعدة للشباب الذين لديهم طموح في دخول المعترك التجاري. مساهمات خيرية وعن واقع مجتمعنا، قال "السيف": إن المملكة تنعم باستقرار أمني وسياسي واقتصادي عال، وكذلك نهضة عمرانية لم يسبق لها مثيل، وما تبذله الدولة وتقدمه بقيادة خادم الحرمين الشريفين ظاهر للعيان ومشاهد من الكل في جميع المجالات، مطالباً رجال الأعمال بتقديم مساهمات تخدم المجتمع وتنفع جميع فئاته بشكل شامل ومتنوع أكثر مما يقدمه البعض. وفيما يتعلق بمساهمات شركة "السيف" في المجالات الخيرية والمسؤولية الاجتماعية، أوضح أنَّ لديهم العديد من الأعمال الخيرية مع مختلف الجمعيات الخيرية القائمة والمرخص لها، ومنها جمعية مساعدة الشباب على الزواج، وجمعية رعاية الأسرة وغيرها، ونال نظير مساهماته تكريما من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر -أمير منطقة القصيم-، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -وزير الداخلية-. السيف مُتحدثاً للزميل العثمان «عدسة - منصور الجميعة» الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله- يكرّم السيف ..ويتسلم من الأمير محمد من نايف درعا تكريميا يُكرّم من قبل الأمير فيصل بن بندر نظير مساهمته في جمعية رعاية الأسرة مدير الأمن العام الفريق أول سعيد القحطاني يُكرّم سليمان السيف السوق يضم سلعا متنوعة من منتجات شركة السيف دلّة وإبريق من منتجات الشركة