ولا أريد، تأدباً، أن أقول المتاجرين بالبشر، وهم فئة من السعوديين يعيشون في هنية العيش نتيجة التستر واستقدام العمالة، ولهم واسطة قوية، بالمئات، ثمّ يجعلونها تعمل لدى الغير أو حرة مقابل جعل يأخذونه منها، وقد استفحل التستر، ووفقاً لصحيفة عكاظ العدد رقم 4313 الصادر بتاريخ 27/5/1434 الموافق 8/4/2013 فقد ارتفعت نسبة التستر في مشاريع التجزئة إلى 90٪ وفقا لإحصاءات الغرفة التجارية في جدة الأمر الذي يمثل، على حدّ قولها، تحديات كبيرة بتوطين السعوديين في800 ألف منشأة ومؤسسة بالقطاع الخاص حالياً، ووفقاً لما تقوله الصحيفة أيضاً، اتفق اقتصاديون على أنّ عدم توفر مظلة حماية كافية للسعوديين في المشاريع الصغيرة سيؤدي إلى إغلاق نشاطهم، أي أن الذين يتاجرين بالآخرين يلحقون ضرراً بالغاً لأخوانهم من المواطنين ويتسببون في بطالتهم، كما يلحقون ضرراً بالاقتصاد المحلي نتيجة لأنّ ما يربحه الذين يتسترون عليهم يحوّل إلى خارج البلاد، والدولة تحارب هاتين الظاهرتين منذ سنين، ولكنها لم ولن تنجح في ذلك، وليس هنا من حل سوى أن تستيقظ ضمائر هؤلاء المواطنين، ولا أحسب أنّ هذا يمكن أن يحدث.