بعض الجرائم لا يُمكن للعقل أن يستوعبها - ولا للاستيعاب أن يَعْقِلَها من فرط بشاعتها ! الضحيّة طفلة لا تتجاوز الثلاث سنوات ! - مجرّد أن تجتمع هاتان المفردتان أقصد « طفلة و ضحيّة « في جملةٍ واحدة نحنُ أمام ميزانٍ مختلّ ميزانٍ مائل تجاه الظلم والظُّلمات ، ما هي أوصاف الجاني ؟! - يأكل يشرب يضحك يُحِبّ مثلنا ؟! يمشي على قدمين ويقبّل أطفاله ؟! - لا أظُنّ ! من أيّ بيئةٍ خرج وأيّ ظروفٍ اجتماعيّة انتجته ,ما الذي شوّهَهُ إلى هذا الحدّ المخيف ؟! - طفلة وعشرون طعنة من يد عاملةٍ منزليّة ! ياالله لُطفَك بوالدها وبوالدتها وبأن تجعلها شفيعةً لهما - في يومٍ ينقطعُ فيه الأمل - إلاّ من الرحمة والشفاعة وحُسن العمَل ، يوم الخميس في مدينة حفر الباطن قابلت والد المغدورة وعمّها ، ولم تستطع زوجتي مقابلة والدتها لكونها تحت تأثير الفاجعة - شيءٌ مخيف ورقةٌ سوداء منشورة أمام أعيُن العائلة بأكملها لم يُخفّف من سوادها إلا رضاهم بقضاء الله وقدره ، لستُ هنا لتحميل أيّ جهةٍ محدّدة ما حدث فنحنُ أمام قضاءٍ وقدر إيماننا به يجب أن لا يتزعزع - ولكن دعونا نتأمّل بقدر ما نتألّم - ونطرح الأسئلة لنوقظ الإجابات لعلّ ذا ضميرٍ .. يستيقظ ، كلّنا ندرك بأنّ العمالة المنزليّة باتت جزءاً وركناً أساسيّاً في أغلب الأسر السعوديّة - وأنّ عدد العاملات في منازلنا وفق آخر إحصائيّة تجاوز وبكثير المليون عاملة ! - رقم كبير أليس كذلك ؟! - خلايا نزرعها في منازلنا لتشاركنا تفاصيل حياتنا - نسلّمها المفاتيح وفلذّات الأكباد ونأتمنها على أدقّ تفاصيلنا ، هذه الخلايا إمّا أن تكون حميدة وإمّا أن تكون خبيثة أو مسرطنة - لا أقصد جسديّاً - بل أتكلم من جميع النواحي وفي مقدّمتها ( الجانب النفسي ) ؛ وضعوا ألف خطٍّ وخطّ تحت الجانب النفسي - المُغْفَل للأسَف ! ماهي الآليّة التي يتمّ فرز هؤلاء العاملات من خلالها - من منزلها وحتّى دخولها إلى المنزل السعودي الذي ستعمل فيه ؟! - مادور مكاتب الاستقدام وفروعها هناك - ما مؤهلات العاملين فيها ؟! نظام التدقيق كيف يتمّ في كل مرحلة ؟! - احدى الأسر التي أعرفها شخصيّاً لاحظت بعض الملاحظات غير الطبيعيّة على الشغالة الجديدة لديهم وعند التحرّي اكتشفوا أنّها خرجت من احدى المصحّات النفسيّة قبل شهرٍ واحد من قدومها إليهم ! - من المسؤول هنا في تمرير هذه العيّنة المضروبة ؟! ومن سيتحمّل نتائج ما لم يحدث لو حدث ؟! - في حادثة الطفلة الجازي كانت جنسيّة العاملة ( أثيوبيّة ) - نفس جنسيّة العاملة التي قتلت العروس يوم زفافها في الكويت الشقيقة ! - نعم الأعمار بيد الله - ، ولكن إلى متى يستمرّ عبث هؤلاء المتاجرين في السلم الاجتماعي.. لمواطني هذه البلاد ؟!