كشفت لنا المقابلات التي أجراها التلفزيون السعودي مؤخراً مع بعض الشباب الذين انخرطوا في التعاون مع منظمة القاعدة.. انهم قد تعرضوا لعملية غسيل للمخ أدت إلى تضليلهم.. وصوّرت لهم الجهاد على غير حقيقته.. وجعلتهم يندفعون بجنون للالتحاق بمعسكرات الموت.. والتدريب.. وتسخير مواهبهم وقدراتهم المتميزة في استخدام الحاسب الآلي لخدمة أهداف (إجرامية) بعيدة المدى.. وتحويل هؤلاء ومئات غيرهم إلى وقود جاهز لاحراق المجتمعات.. وتدمير الأوطان.. وإزهاق الأرواح البريئة.. بدعوى الجهاد في سبيل الله. @@ والذين يعرفون خطط واستراتيجيات الإرهاب وأهدافه يدركون أن ما سمعوا.. ورأوا.. لا بد وأن يجعلنا على أهبة الاستعداد.. وبأعلى مستويات اليقظة والانتباه لما دبر ويدبر، ليس لهذه البلاد فحسب، وإنما لكل دول وشعوب العالم المحبة للسلام.. والأمن.. وحب الحياة. @@ ذلك أن الإرهاب.. يعيش ويترعرع في ظل الفوضى.. والتدمير.. وسفك الدماء.. وإشاعة الخوف والهلع في قلوب الناس.. ونشر الموت في كل مدينة وقرية وحي.. وشارع.. وصولاً إلى إقامة أنظمتهم الدموية.. السوداء.. والحاقدة على الإنسانية.. كل الإنسانية. @@ ولا فلماذا يسعون إلى استقطاب شباب غض..؟ @@ ولماذا يعملون على تجنيد عقولهم.. وحماسهم.. وحسن نواياهم.. لخدمة أهدافهم المقيتة.. وتحويل المجتمعات المستقرة إلى معسكرات تقود إلى الموت.. بحجة الاستشهاد في سبيل الله.. وتؤدي إلى تدمير الاقتصاد.. بدعوى إلحاق الضرر بمصالح الكفار.. وتعمل على نشر الرعب في كل أرجاء الدنيا.. بمبرر تحرير الإنسان من الرذيلة. @@ ومن يقرأ أفكار هؤلاء. @@ ومن يطلع على فلسفاتهم.. ونظرياتهم.. يدرك انهم ابعد ما يكونون عن الإسلام.. وقيمه الإنسانية.. والأخلاقية.. ونزوعه إلى الحياة.. والمحافظة على الإنسان.. وتأمين حياته وسلامته وحقوقه وكرامته ومكتسباته. @@ إن مبادئهم القائمة على إشاعة الحقد والكراهية في هذا العالم.. لا يمكن أن يقبلها دين.. أو يتفق معها نهج حياتي.. أو يقرها عقل.. أو نظام. @@ ولذلك فإن مواجهة هذا الواقع المؤلم.. لم تعد مسألة سهلة ولا سيما بعد أن تعددت أساليب الإرهاب.. وتنوعت طرقه.. وأدواته.. بحيث تجاوزت تخريب الأوطان.. إلى تدمير العقول.. وتخطت أعمال القتل والتعدي.. إلى الاغواء.. والتضليل.. والاستغفال.. حتى أصبحت بمثابة (أيديولوجيا) جديدة.. هدفها الأول وغايتها النهائية هي إرباك العالم.. وتشويش عقول الناس.. وتدمير الحضارة الإنسانية.. أيضاً. ولكي نكون في مستوى المواجهة الفاعلة لهذا الخطر الداهم.. فإن علينا أن نتمسك بثوابتنا.. وأن نستمر في الانفتاح على العالم حتى لا نسمح لجحافل الظلام بأن تستفحل في مجتمعاتنا.. وتستغفل شعوبنا الطيبة باسم الدين.. وتحت مظلة الجهاد. @@ إن عيوننا المفتوحة على أبنائنا.. على طلابنا وطالباتنا.. على مجتمعنا.. على بلدنا.. سوف لن تسمح لهذا الظلام الحالك بأن يستقر في الوجدانات الصافية.. ويعصف بالأوطان الهادئة والمستقرة.. ويحوّل حياتها إلى جحيم أبدي. @@@ ضمير مستتر: @@( أقوى الأسلحة التي يجب أن نستخدمها بمواجهة الإرهاب.. هي الوعي والتفتح المدعومان بالولاء للأوطان والخوف عليها).